للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن الأدلة ما رواه البخاري (١) من طريق عن ابن شهاب قال أخبرني عروة أن عائشة أخبرته: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي وهي بينه وبين القبلة على فراش أهله اعتراض الجنازة.

وروي من غير وجه عن عائشة؛ ووجه الاستدلال أن استقبال القبلة حال النوم لشرفها وقبل النوم تشرع أذكار عديدة. وعند البخاري (٢) وغيره عن عبد الله بن زيد (٣) - رضي الله عنه - قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا المصلى يستسقي فدعا واستسقى ثم استقبل القبلة وقلب رداءه».

وروى البيهقي في الكبرى: (٤) من طريق القاسم بن عروة عن محمد بن كعب القرظى حدثنى عبد الله بن عباس يرفع الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

«إن لكل شيء شرفًا وأشرف المجالس ما استقبل به القبلة لا تصلوا خلف نائم ولا متحدث واقتلوا الحية والعقرب وإن كنتم في صلاتكم ولا تستروا الجدر بالثياب». وذكر الحديث. وروى ذلك أيضًا عن هشام بن زياد أبى المقدام عن محمد بن كعب وروى من وجه آخر منقطع عن محمد بن كعب ولم يثبت في ذلك إسناد. ا. هـ. كلامه.


(١) البخاري (رقم: ٣٧٦).
(٢) البخاري (رقم: ٥٩٨٣).
(٣) هو: عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب، أبو محمد، الأنصاري، المدني. وقيل المازني. صحابي. كان شجاعًا. اختلف في شهوده بدرًا وبه جزم أبو أحمد الحاكم وابن منده. وقال ابن عبد البر: شهد أحدًا وغيرها ولم يشهد بدرًا. وهو الذي قتل مسيلمة الكذاب فيما ذكر خليفة بن خياط وغيره، وكان مسيلمة الكذاب قد قتل أخاه حبيب بن زيد. روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث الوضوء، وغيره. وروى عنه أخوه عباد بن تميم وسعيد بن المسيب وغيرهما. له ٤٨ حديثًا. قتل في وقعة الحرة. انظر: الاستيعاب ٣/ ٩١٣، والإصابة ٢/ ٣١٢، والأعلام ٤/ ٢١٩، وتهذيب التهذيب ٥/ ٢٢٣.
(٤) السنن الكبرى للبيهقي (رقم: ١٤٩٨٢).

<<  <   >  >>