للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ مَا أُرِيدُ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَدَلًا وَلَا أُؤْثِرُ عَلَيْهِ وَالِدًا وَلَا وَلَدًا، فَأَدَارُوهُ وَأَلَاصُوهُ وَاسْتَعْطَفُوهُ وَأَخْبَرُوهُ مِنْ وَرَائِهِ مِنْ وُجْدِهِمْ، فَأَبَى وَحَلَفَ أَنْ لَا يَلْحَقَهُمْ، قَالَ حَارِثَةُ: أَمَّا أَنَا فَأُوَاسِيكَ بِنَفْسِي أَنَا أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَبَى الْبَاقُونَ "

رواه الحاكم في المستدرك، كتاب معرفة الصحابة رضي الله عنهم، ذكر مناقب زيد، حديث (٥٠١٣، ٥٠١٢)، وحذفه الذهبي من التلخيص لضعفه،

فالحديث ضعيف كما قال الحافظ ابن حجر في التهذيب (١١/ ٧٩): (بعد أن عزاه إلى تمّام في فوائده: "حديث منكر جدًا، وقد أورده الحافظ أبو عبد الله بن مندة في معرفة الصحابة في ترجمته، وقال: إنه لا يُروى إلا بهذا الإسناد. ثم رأيته في المستدرك للحاكم لكنه لم يصرّح بتصحيحه)، ورواه ابن سعد في (الطبقات) بسنده عن هشام بن محمَّد بن السائب الكلبي عن أبيه … وهما متروكان، وذكر قصته ابن إسحاق في السيرة دون إسناد. وأخرجه ابن عبد البر في (الاستيعاب) من طريق أبي إسحاق السبيعي قال: قيل لجبلة بن حارثة أنت أكبر أم زيد؟ قال: زيد خير مني وأنا وُلدت قبله. ثم ذكر قصة وقوع زيد في الأسر مختصرةً، وليس فيها قدوم أبيه وعشيرته وما بعدها. قال أبو عمر بن عبد البر قبل ذكره للقصة: "وبعضهم يُدخل بين أبي إسحاق وجبلة بن حارثة فروة بن نوفل". وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله- في (التهذيب (٢/ ٦١)) في ترجمة جبلة: " الصحيح عن أبي إسحاق عن فروة عنه ". (١)

الثاني: أن الذي جاء لأخذ زيد أخوه جبلة بن حارثة -رضي الله عنه-، وليس كما ذكر المؤلف أنه أبوه وعمه، ويتضح ذلك بمراجعة سنن الترمذي، كتاب المناقب، باب مناقب زيد بن حارثة رضي الله عنه، حديث رقم (٣٨١٥) عن أبي عمرو الشيباني قال: أخبرني جبلة بن حارثة أخو زيد قال: قدمت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله! ابعث معي أخي زيداً. قال: هو ذا.


(١) ما شاع ولم يثبت للعوشن -حفظه الله- ص (٢٣).

<<  <   >  >>