للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونشركك في أمرنا كله، فإن كان الذي جئت به خيرًا مما بأيدينا كنا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه، وإن كان الذي بأيدينا خيرًا مما في يديك كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت منه بحظك. فأنزل الله: (قل يا أيها الكافرون) حتى انقضت السورة.

قلت: سعيد بن ميناء تابعي ولم ينسب سبب النزول عن الصحابي-رضي الله عنه- ولم يعتضد برواية أخرى عن تابعي مثله فيكون سبب النزول مرسلًا ضعيفًا.

ولم أقف على سبب نزول صحيح في سورة الكافرون. فالله أعلم. (١)

وأما أن حصار النبي -صلى الله عليه وسلم - في الشعب كان بعده نزول سورة الكافرون فلم أقف عليه مطلقًا.

والذي ينبغي على طالب العلم في التعامل مع أسباب النزول أن يكون بتوثق وتحرّ كبيرين؛ لأن سبب النزول له حكم الرفع، ولا يعتبر سبب النزول عن الصحابي إلا إذا كان بإسناد صحيح، وبصيغة صريحة، ولا يعتبر سبب النزول عن التابعي إلا بأربعة شروط: صحة الإسناد، والصراحة في السببية، وأن يعرف التابعي بالأخذ عن الصحابي، وأن يعتضد برواية تابعي آخر. وينظر في تقرير ذلك كتب علوم القرآن. والله أعلم).

[حيرة قريش وتفكيرهم الجاد واتصالهم باليهود]

قوله: (فقرروا أن يتصلوا باليهود حتى يتأكدوا من أمره -صلى الله عليه وسلم-، فلما نصحهم النضر بن الحارث بما سبق كلفوه مع آخر، أو آخرين ليذهب إلى يهود المدينة، فأتاهم، فقال أحبارهم: سلوه عن ثلاث، فإن أخبر فهو نبى مرسل، وإلا فهو متقول؛ سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول، ما كان


(١) انظر الروايات الواردة في سبب نزول سورة الكافرون وبيان ضعفها في كتاب الاستيعاب في بيان الأسباب (٣/ ٥٧١ - ٥٧٢) لسليم الهلالي ومحمد آل نصر، طبعة دار ابن الجوزي بالدمام، الطبعة الأولى ١٤٢٥ هـ.

<<  <   >  >>