للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: وابن إسحاق في هذا الطريق عنعن ولم يصرح بالسماع.

الثانية: جهالة شيخ ابن إسحاق.

يتبين ذلك من السند: (عن محمد بن إسحاق عن من لا يتهم من أصحابنا)، وهذا النوع من أنواع المجهول يسمى (المبهم) وهو من لم يصرح باسمه (ومبهم ما فيه راوٍ لم يُسم)، ومن أبهم اسمه، جهلت عينه وجهلت عدالته من باب أولى، فلا تقبل روايته.

وكما بينا آنفًا من أقوال أئمة الجرح والتعديل: أن ابن إسحاق مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين وعن شر منهم.

قلت: ولذلك نقل الحافظ ابن حجر في (التهذيب) (٩/ ٣٦) عن يعقوب بن شيبة قال: سمعت ابن نمير يقول: (إنما أُتِيَ- يعني ابن إسحاق- من أنه يحدث عن المجهولين أحاديث باطلة). ا. هـ.

قلت: وهذه القصة منها حيث حَدَّثَ فيها عن مجهولين فهي باطلة كما بينا آنفًا.

الطريق الثاني: وفيه علتان أيضًا:

العلة الأولى: سلمة بن الفضل:

أ- قال الإمام البخاري في كتاب (الضعفاء الصغير) رقم (١٤٩): (سلمة بن الفضل بن الأبرش سمع ابن إسحاق، عنده مناكير وفيه نظر). ا. هـ.

قلت: وهذا المصطلح عند البخاري له معناه، يظهر هذا من قول السيوطي في «تدريب الراوي» (١/ ٣٤٩): (البخاري يطلق: فيه نظر، وسكتوا عنه فيمن تركوا حديثه، ويطلق منكر الحديث على من لا تحل الرواية عنه) (١).


(١) قال الشيخ عبدالله بن مانع - حفظه الله-: (عبارة فيه نظر عند البخاري تطلق على من عنده مناكير، ولم يصل إلى حد الترك. قال ابن حجر في بذل الماعون: إن البخاري يطلقها على من يكون وسطاً. هذا ما تحرر لي).

<<  <   >  >>