للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التحقيق

القصة من هذا الطريق ليست صحيحة، وسندها لا يصلح للمتابعات والشواهد، وفي السند علتان:

الأولى: عون بن عمرو القيسي.

أورده الذهبي في "الميزان" (٣ - ٣٠٦ - ٦٥٣٥) حيث قال: "عون بن عمرو، أخو رياح بن عمرو، بصري، قال ابن معين: لا شيء، وقال البخاري: عون بن عمرو القيسي جليس لمعتمر، منكر الحديث مجهول".

قلت: ١ - من أشد صيغ الجرح عند البخاري قوله: "فلان منكر الحديث".

يظهر ذلك من قول السيوطي في "التدريب" (١ - ٣٤٩): "البخاري يطلق (فيه نظر)، و (سكتوا عنه) فيمن تركوا حديثه، ويطلق (منكر الحديث) على من لا تحل الرواية عنه".

٢ - قول ابن معين: (لا شيء)، فسره الإمام ابن أبي حاتم في كتابه "الجرح والتعديل" (٣ - ٣٢١) حيث قال: "معنى قول ابن معين: "لا شيء": ليس بثقة".

قلت: ولقد أورد الإمام الذهبي في "الميزان" (٣ - ٣٠٧) هذه القصة وبهذا الطريق وجعلها من مناكير عون بن عمرو، حيث قال: "مسلم بن إبراهيم، حدثنا عون بن عمرو، سمعت أبا مصعب المكي يقول: أدركت زيد بن أرقم وأنسًا والمغيرة بن شعبة وسمعتهم يتحدثون أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الغار قال: أمر الله شجرة نبتت في وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- فسترته، وأمر الله حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار … " الحديث. وأبو مصعب لا يعرف.

<<  <   >  >>