للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الألباني -رحمه الله- (١): (ضعيف. رواه أبو الحسن الخلعي في " الفوائد " (٥٩/ ٢) وكذا البيهقي في " دلائل النبوة " (٢/ ٢٣٣ - ط) عن الفضل بن الحباب قال: سمعت عبد الله (٢) بن محمد بن عائشة يقول فذكره. وهذا إسناد ضعيف رجاله ثقات، لكنه معضل سقط من إسناده ثلاثة رواة أو أكثر، فإن ابن عائشة هذا من شيوخ أحمد وقد أرسله.

وبذلك أعله الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " (٢/ ٢٤٤). ثم قال البيهقي كما في تاريخ ابن كثير (٥/ ٢٣): " وهذا يذكره علماؤنا عند مقدمه المدينة من مكة لا أنه لما قدم المدينة من ثنيات الوداع عند مقدمه من تبوك ". وهذا الذي حكاه البيهقي عن العلماء جزم به ابن الجوزي في " تلبيس إبليس " (ص ٢٥١ تحقيق صاحبي الأستاذ خير الدين وانلي)، لكن رده المحقق ابن القيم فقال في " الزاد " (٣/ ١٣): وهو وهم ظاهر لأن " ثنيات الوداع " إنما هي ناحية الشام لا يراها القادم من مكة إلى المدينة ولا يمر بها إلا إذا توجه إلى الشام ".

ومع هذا فلا يزال الناس يرون خلاف هذا التحقيق، على أن القصة برمتها غير ثابتة كما رأيت!

(تنبيه): أورد الغزالي هذه القصة بزيادة: " بالدف والألحان " ولا أصل لها كما أشار لذلك الحافظ العراقي بقوله: " وليس فيه ذكر للدف والألحان ". وقد اغتر بهذه الزيادة بعضهم فأورد القصة بها، مستدلاً على جواز الأناشيد النبوية المعروفة اليوم! فيقال له: " أثبت العرش ثم انقش! " على أنه لو صحت القصة لما كان فيها حجة على ما ذهبوا إليه كما سبقت الإشارة لهذا عند الحديث (٥٧٩) فأغنى عن الإعادة).


(١) السلسلة الضعيفة (٢/ ٦٣) حديث رقم (٥٩٨).
(٢) قلت: عبدالله خطأ مطبعي فإن صوابه (عبيدالله) كما ذكر الألباني نفسه في حديث رقم (٦٥١٠) من السلسلة الضعيفة حيث قال: (واسمه: عبيد الله بن محمد بن حفص .. القرشي التيمي، يعرف بـ (العيشي) وبـ (العائشي) وبـ (ابن عائشة)، لأنه ولد عائشة بنت طلحة بن عبيد الله، وهو راوي قصة "طلع البدر علينا … "، ومضت (٢/ ٦٣).

<<  <   >  >>