للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الإمام أحمد بن حنبل- رحمه الله-: (ثلاثة كُتب ليس لها أصول: المغازي، والملاحم، والتفسير). (١)

وقد اختلف في تفسير كلام الإمام أحمد على أقوال منها ما ذكره الإمام الخطيب حيث فقال: "وهذا الكلام محمولٌ على وجه، وهو أنّ المراد به كُتُبٌ مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة غير معتمد عليها، ولا موثوق بصحتها، لسوء أحوال مُصنّفيها، وعدم عدالة ناقليها، وزيادات القصّاص فيها. فأما كتب الملاحم، فجميعها بهذه الصفة، وليس يصح في ذكر الملاحم المرتقبة، والفتن المنتظرة غير أحاديث يسيرة اتصلت أسانيدها إلى الرسول-صلى الله عليه وسلم - من وجوه مَرضية، وطرق واضحة جلية. "

وقد فسرها الحافظ ابن حجر -رحمه الله- بكثرة الأحاديث الضعيفة والموضوعة في هذه العلوم حيث ثم قال (٢): " وقال الإمام أحمد: ثلاثة كتب ليس لها أصول: وهو المغازي، والتفسير، والملاحم، قلت: ينبغي أن يُضاف إليها الفضائل، فهذه أودية الأحاديث الضعيفة والموضوعة، إذ كانت العمدة في المغازي على مثل الواقدي، وفي التفسير على مثل مقاتل والكلبي، وفي الملاحم على الإسرائيليات، وأما الفضائل فلا تُحصى. كم وضع الرافضة في فضل أهل البيت، وعارضهم جهلة أهل السنة بفضائل معاوية، بل بفضائل الشيخين، وقد أغناهما الله وأعلى مرتبتهما عنها".

بالرغم من هذا فقد انتقد المحققون من أهل العلم صنيع هؤلاء في ذكر الضعيف والمنكر والموضوع في السيرة النبوية.


(١) رواه الخطيب بإسناد صحيح عنه في الجامع (٢/ ١٦٢)، ومما يحسن التنبيه عليه أن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مقدمة أصول التفسير رواها بالمعنى مما أوقع في اللبس فقال: (ثلاثةُ أمورٍ ليس لها إسناد: التفسيرُ، والملاحمُ، والمغازي، ويروى: ليس له أصلٌ، أي: إسناد).
(٢) مقدمة كتاب لسان الميزان (١/ ١٣)، نشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت - لبنان، الطبعة الثانية، ١٣٩٠ هـ/ ١٩٧١ م.

<<  <   >  >>