للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مأدبة وسماه محمداً). قال يحيى بن أيوب: ما وجدنا هذا الحديث عند أحد إلا عند ابن أبي السري، وهو محمد بن المتوكل بن أبي السري، والله أعلم).

وقال ابن القيم أيضاً (١): (وَقَدْ وَقَعَتْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَاضِلَيْنِ صَنَّفَ أَحَدُهُمَا مُصَنَّفًا فِي أَنَّهُ وُلِدَ مَخْتُونًا، وَأَجْلَبَ فِيهِ مِنَ الْأَحَادِيثِ الَّتِي لَا خِطَامَ لَهَا وَلَا زِمَامَ، وَهُوَ كمال الدين بن طلحة، فَنَقَضَهُ عَلَيْهِ كمال الدين بن العديم، وَبَيَّنَ فِيهِ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خُتِنَ عَلَى عَادَةِ الْعَرَبُ، وَكَانَ عُمُومُ هَذِهِ السُّنَّةِ لِلْعَرَبِ قَاطِبَةً مُغْنِيًا عَنْ نَقْلٍ مُعَيَّنٍ فِيهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.)

وقال الألباني - رحمه الله - (٢): (وهذا الذي ذهب إليه الكمال بن العديم -رحمه الله- هو الذي تطمئن إليه النفس، وينشرح له الصدر، وهو الذي يبدو أنه مال إليه ابن عبدالبر؛ فإنه قال عقب الحديث المشار إليه: (وفي حديث ابن عباس عن أبي سفيان في قصته مع هرقل - وهو حديث ثابت من جهة الإسناد - دليل على أن العرب كانت تختتن، وأظن ذلك من جهة مجاورتهم في الحجاز اليهود).

قلت: وحديث أبي سفيان في أول (صحيح البخاري) رقم (٧ - فتح)، وفيه أن هرقل سأل أبا سفيان عن العرب؟ فقال: (هم يختتنون)). (٣)


(١) زاد المعاد (١/ ٨١) ط. مؤسسة الرسالة.
(٢) السلسلة الضعيفة حديث رقم (٦٢٧٠).
(٣) انظر:
- السيرة النبوية الصحيحة للعمري (١/ ١٠٠).
- العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (١/ ١٧١)، عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، ط. دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، ١٤٠٣ هـ، تحقيق: خليل الميس.
- سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد (١/ ٣٤٧)، محمد بن يوسف الصالحي الشامي.

<<  <   >  >>