للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن من أهل العلم: كالذهبي، وابن كثير، وابن حبان، وابن حجر، والدويش قبل الخبر، وعلى القول بضعفه من: ابن عساكر، والألباني، والعمري فإنه مما لا يتعلق به أحكام، أو شرائع وهذا مما يتساهل في روايته وذكره، وبخاصة أنه قد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان مسترضعاً في بني سعد بن بكر من أحاديث أخرى منها:

روى ابن إسحاق عن نفر من أصحابِ رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - أنهم قالوا له: أَخبِرْنا عن نفسِك؟ قال: نعم، أنا دعوةُ أبي إبراهيمَ، وبُشرى عيسى - عليهما السلامُ - (١) ورأَتْ أمي حين حملتْ بي أنه خرج منها نورٌ أضاءت له قصورُ الشام، واستُرضِعْتُ في بني سعدِ بنِ بكرٍ، فبينا أنا في بَهمٍ أتاني رجلان: عليهما ثيابٌ بِيضٌ معهما طَستٌ من ذهبٍ مملوءٍ ثلجًا فأضجعاني فشقَّا بطني، ثم استخرجا قلبي فشقَّاه، فأخرَجا منه علقةً سوداءَ، فألقَياها ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلجِ حتى إذا أَلقياه ردَّاه كما كان، ثم قال أحدُهما لصاحبه: زِنْه بعشرةٍ من أمَّتِه فوزنَني بعشرةٍ فوزنتُهم، ثم قال: زِنْه بمائةٍ من أمَّتِه فوزنني بمائةٍ فوزنتُهم، ثم قال: زِنْه بألفٍ من أمتِه فوزنني بألفٍ فوزنتُهم، فقال: دَعْه عنك فلو وزنتَه بأمَّتِه لوزنَهم.

أورده الحافظ ابن كثير في " البداية " (٢/ ٢٧٥) فقال: وقال ابن إسحاق:

حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-

أنهم قالوا له: أخبرنا عن نفسك. قال: نعم أنا .. إلخ. ثم قال: " وهذا إسناد جيد قوي ".

وأخرجه البيهقي في الدلائل ج ١/ ١٤٦، والطبري ج ١/ ١٢٨، والحاكم في المستدرك ٢/ ٦٠٠ وقال: صحيح الإسناد. وصححه العلامة الألباني في الصحيحة حديث رقم (١٥٤٥)، وانظر الصحيحة حديث رقم (٣٧٣)، والضعيفة حديث رقم (٢٠٨٥).


(١) وأما دعوة إبراهيم فقوله: (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم) (البقرة: ١٢٩)، وبشارة عيسى قوله: (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد) (الصف: ٦).

<<  <   >  >>