للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: وهو وهم منهما معاً لأمرين:

الأول: أن ابن إسحاق إنما يروي له مسلم مقروناً بغيره، كما ذكر ذلك الذهبي نفسه في الميزان، والحاكم لم يروه عنه مقروناً بغيره كما ترى، فليس هو على شرط مسلم.

الثاني: أن محمد بن عبد الله بن قيس ليس مشهور العدالة، فلم يوثّقه غير ابن حبان. وتوثيقه عندما ينفرد به لا يوثق به، لأن من قاعدته أن يوثق المجهولين، كما أفاده المحققون كالحافظ ابن حجر في (اللسان)؛ ولهذا لما أورد الحافظ ابن قيس هذا في (التقريب) لم يوثقه، بل قال فيه: مقبول: يعني: أنه لين الحديث، حيث لا يتابع كما نص على هذا في مقدمة الكتاب. ثم هو ليس من رجال مسلم خلافاً لمن وهم. وقد ضعف هذا الحديث الحافظ ابن كثير (١)، بعد أن ساقه بالسند المذكور من رواية البيهقي، حيث قال: (وهذا حديث غريب جداً، وقد يكون عن علي نفسه (يعني: موقوفاً عليه)، ويكون قول: "حتى أكرمني الله - عز وجلّ- بنبوته" مقحماً، والله أعلم.

وشيخ ابن إسحاق هذا ذكره ابن حبان في الثقات، وزعم بعضهم أنه من رجال الصحيح، قال شيخنا في تهذيبه: (ولم أقف على ذلك. والله أعلم).

ثم وجدت الحديث في تاريخ مكة، ص (٧)، للفاكهي؛ وتاريخ ابن جرير: (٢/ ٣٤) من الطريق المذكور. ورواه الطبراني في المعجم الصغير ص (١٩٠)، من حديث عمار بن ياسر، وفي سنده جماعة لم أعرفهم، وذكر نحو هذا الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: (٨/ ٢٢٦).

[فترة الوحي]

١ - قوله: (أقول: فهذا يفيد أن الوحي الذي نزل عليه -صلى الله عليه وسلم- بعد الفترة إنما نزل في أول يوم من شهر شوال بعد نهاية شهر رمضان الذي


(١) البداية والنهاية: (٢/ ٢٨٧).

<<  <   >  >>