للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان اللقاء الثاني مع بني شيبان. (... وزاد قاسم بن ثابت تكملة للحديت قال: ثم دفعنا إلى مجلس آخر عليهم السكينة والوقار، فتقدم أبو بكر فسلم. قال علي: وكان أبو بكر في كل خبر مقدما. فقال: ممن القوم؟ فقالوا: من شيبان بن ثعلبة. فالتفت أبو بكر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: (بأبي أنت وأمي هؤلاء غرر في قومهم). وفيهم مغروق بن عامر وهانىء بن قبيصة ومثنى بن حارثة، والنعمان بن شريك. ومغروق قد غلبهم جمالا ولسانا وكان له غديرتان تسقطان على تريبته. فكان أدنى القوم مجلسا من أبي بكر. فقال أبو بكر: كيف العدد فيكم؟ قال مغروق: إنا لنزيد عن الألف، ولن تغلب الألف عن قلة.

قال أبو بكر: وكيف المنعة فيكم؟ فقال مغروق: علينا الجد والجهد، ولكل قوم حد.

قال أبو بكر: وكيف الحرب بينكم وبين عدوكم؟ فقال مغروق: إنا لأشد ما نكون غضبا لحين نلقى، وإنا لأشد ما نكون لقاء حين نغضب، وإنا لنؤثر الجياد عن الأولاد والسلاح على اللقاح. والنصر من عند الله - صلى الله عليه وسلم -ديلنا مرة ويديل علينا أخرى. لعلك أخو قريش؟!

فقال أبو بكر: أوبلغكم أنه رسول الله فها هو ذا؟ فقال مغروق: قد بلغنا أنه يذكر ذلك. فإلى مَ تدعو يا أخا قريش؟

فتقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله وإلى أن تؤووني وتنصروني، فإن قريشا قد تظاهرت على أمر الله، وكذبت رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد.

ففال مغروق: وإلى م تدعو يا أخا قريش.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق .. (١)} الآية.

فقال مغروق: وإلى مَ تدعو أيضا يا أخا قريش؟


(١) الأنعام الآية ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>