للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تخدرهم بالأحلام الجميلة، وأن العرب معنا، وأن الذي ينقصنا هو التفاوض معهم، وأن قوى العالم ترضانا إذا فاوضنا، وإذا ملكنا المرونة السياسية، وأن الأمر كله أمر حركة سياسية، أوامر جبهة وطنية، أوامر حلف سياسي، أوامر لعبة ذكية. لسنا أحب إلى الله تعالى من رسوله، ولسنا أكرم على الله من صحابته. هذا هو خط السير. فمن رضيه على هذا الأساس فمرحبا وأهلا، فليتقدم وليبايع، ومن لم يرض فهو وشأنه، ولكن لا غش ولا لبس ولا غموض. والذين يريدون أن يحرفوا المعركة، ولا يتحملوا تبعاتها، فمكانهم خارج الصف، ومن أول الطريق، فالطريق صعب، والطريق شائك، والطريق طويل. ولقد كانت قيادات الأنصار على مستوى المعركة، ولم تغش قواعدها، ولم تدغدغ أحلامهم بل أوقفت البيعة حتى أوضحت خطورة الأمر، وأوضحت تبعاته، وبينت مهالكه ومصاعبه فماذا كان بعد ذلك؟

٢ - قالوا: فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف. فما لنا إن نحن وفينا بذلك؟ قال: الجنة.

هل يقبل أي حليف سياسي كافر بهذا الثمن؟ هل يصدق أصلا أن هناك جنة؟

فالمعركة إذن معركتنا نحن، معركة الجنود المؤمنين، معركة القاعدة الإسلامية الصلبة العريضة في الأرض. وفي هذه المرحلة بالذات، ليس الاتجاه الدقيق هو اتجاه التحالف السياسي، بل هو اتجاه الحسم، هو اتجاه البناء الداخلي، إن ظروفنا الآن هي ظروف بيعة العقبة، هي ظروف بيعة الحرب، فقد تجاوزنا مرحلة الدخول في الجوار، وحتى مرحلة الحماية لدعوة الله، نحن الآن في مرحلة المواجهة السافرة مع العدو، ومع قوى الأرض، وذخيرتنا هي قاعدتنا الصلبة، هي قواعدنا المؤمنة التي ترضى بالجنة ثمنا لحرب الأحمر والأسود من الناس نرضى بالجنة ثمنا لمفارقة العرب كافة، ترضى بالجنة ثمنا لنهكة الأموال والأعراض، تستعد للوفاء بهذه الالتزامات وترضى يالجنة ثمنا وحيدا لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>