للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حيي بن أخطب ليدرك حظه من أوله. فهو يحارب الله ورسوله. وهو يعلم أن محمدا حق، ولكنها عنجهية الجاهلية.

إنه أبو جهل الذي رفض الإيمان حتى لا يسبقه بنو عبد مناف، وحيي يرفض حتى لا يسبقه بنو إسماعيل، أولاد هاجر الجارية، إنه الحقد الأسود، والكيد الأعمى، والحرب لله ورسوله، ولا يشتفي من ذلك كله. والله ما لمت نفسي في عداوتك. إنه ليعلم أن حقده أكبر من دينه، ويعلم أنه يحارب الله ورسوله ولكنه من يخذل الله يخذل، إنها كلمات أبو جهل: أخبرني لمن الغلبة، وكان الجواب الغلبة لله ورسوله، ولقد أبقى الله لك ما يخزيك. ويجيب: وهل أعمد من رجل قتلتموه. إنه عميد القوم، وسيد البطحاء يقتل، وهو يرى الخزي فلا ينسى شرفه، ولا ينسى حقده، إن فرعون خير منه حين رأى الغرق فقال: آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل ..

وتعود هذه الجبلة اليهودية اليوم من جديد لتزكم الأفق، وتظهر من خلال آلاف الحوادث منها هذه الحادثة. وقف أحد المنافقين في الشام في حرب حزيران عام ٦٧ يخطب على منبر الجامع الأموي والإذاعة تنقل خطبته ليحرف حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: لا تقوم الساعة حتى يقاتل العرب اليهود فيقتل العرب اليهود، فيقول الحجر والشجر يا عربي، يا عبد الله ورائي يهودي تعال فاقتله، إلا الفرقد فإنه من شجر اليهود. وتخرج إذاعة إسرائيل في اليوم الثاني لتصحح للشيخ المنافق الحديث. وتذكر له رواية. وتذكره به: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبىء اليهود وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر. يا مسلم يا عبد الله، هذا يهودي خلفي تعال فاقتله إلا الفرقد فإنه من شجر اليهود (١)).

والذي يعنينا من الحديث هو معرفة اليهود بمصيرهم المشؤوم، أو


(١) رواه مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>