للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على صهر المرأة في هذه الأحداث وجعلها تتفاعل معها، المرأة تعيش اهتماماتها أكثر مما تعيش إسلامها. وهذا لا يعني أنا لا نملك النماذج الإسلامية الرائعة للمرأة المسلمة اليوم. لكنها نماذج فردية، وليست سمة عامة لنسائنا اليوم.

وفي اعتقادي أن أكبر خطوة عملية تمت بالمرأة المسلمة على طريق الإسلام هو نقل عواطفها ومشاعرها وذوقها من الجاهلية إلى الإسلام في مجال الغناء، وذلك ببروز ظاهرة الأشرطة الإسلامية التي ملأت البيوت، ونسخت الفن الجاهلي الهابط الذي كانت تعيشه المرأة نهارها كله، وهي تغير أبرة المذياع من أغنية ماجنة إلى أخرى خليعة، وتحفظ نسوتنا هذه الأغاني جميعا. وتشهد بها أفراحها وتبني من خلالها ذوقها وعاطفتها بل أفكارها كذلك ومن التطبيق العملي كذلك موقفها وهي تتلقى وحي الله تعالى، نشهد ذلك من خلال روايات عائشة رضي الله عنها الثلاث.

١ - يرحم الله نساء المهاجرات الأول. لما أنزل الله {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} شققن مروطهن فاختمرن (١).

٢ - عن صفية بنت شيبة عن عائشة: لما نزلت هذه الآية، {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها (٢).

٣ - عن صفية بنت شيبة قالت: بينا نحن عند عائشة فذكرن نساء قريش وفضلهن فقالت عائشة رضي الله عنها إن لنساء قريش فضلا، وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقا لكتاب الله ولا إيمانا بالتنزيل. لقد أنزلت سورة النور: {وليضربن بخمرهن على جيويهن}. انقلب رجالهن إليهن يتلو عليهن ما أنزل الله إليهم فيها، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته، وعلى كل ذي قرابته فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل، فاعتجرت به تصديقا وإيمانا بما أنزل الله من كتابه، فأصبحن وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان (٣).


(١) البخاري م٢ / ج ٦/ ١٣٦، تفسير سورة النور.
(٢) المصدر نفسه ١٣٦ و ١٣٧.
(٣) رواه ابن أبي حاتم وأبو داود. تفسير ابن كثير ٦/ ٩٠

<<  <  ج: ص:  >  >>