للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهكذا كانت المرأة المسلمة تتعامل مع نصوص الكتاب والسنة، وهكذا كانت تحضر الصلاة في المسجد، وتلبي داعي الله.

ب - في تربية الجيل المسلم:

لقد كانت الأمهات اللاتي دخلن في الإسلام، ومن خلال تعايشهن مع الأحداث. خير عون ودافع لأبنائهن. ومن هذه النماذج:

١ - عن عبد الله بن زيد قال: جرحت يومئذ جرحا في عضدي اليسرى (يوم أحد)، وضربني رجل كأنه الرفل (النخلة الطويلة) ولم يعرج علي ومضى عني، وجعل الدم لا يرقأ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أعصب جرحك، فتقبل أمي إلي، ومعها عصائب في حقويها قد أعدتها للجراح، فربطت جرحي، والنبي واقف ينظر إلي، ثم قالت: انهض يا بني فضارب القوم!! فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة!!

٢ - قال ابن إسحاق: وحدثني أبو ليلى عبد الله بن سهل الأنصاري أخو بني حارثة أن عائشة أم المؤمنين كانت في حصن بني حارثة يوم الخندق، وكان من أحرز حصون المدينة. قال: وكانت أم سعد بن معاذ معها في الحصن؛ فقالت عائشة، وذلك قبل أن يفرض علينا الحجاب، فمر سعد وعليه درع له مقفصة، قد خرجت منها ذراعه كلها، وفي يده حربته يرقد (١) بها ويقول:

لبث قليلا يشهد الهيجا جمل ... لا بأس بالموت إذا حان الأجل

قال: فقالت له أمه: الحق، أي بني، فقد والله أخرت، قالت عائشة: فقلت لها يا أم سعد، والله لوددت أن درع سعد كانت أسبغ مما هي، قالت: وخفت عليه حيث أصاب السهم منه (٢).

حـ - في رعاية الزوج والولد

وخرج عمرو بن الجموح وهو أعرج وهو يقول: اللهم لا تردني إلى أهلي!! فقتل شهيدا، واستشهد ابنه خلاد بن عمرو، وعبد الله بن عمرو بن


(١) الأصح: يرفل بها أي يسرع، وهي كذلك في سائر الأصول.
(٢) السيرة لابن هشام ج ٣ ص ٢٣٧ - ٢٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>