للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - الله تعالى أخرج اليهود من حصونهم: - فلم يكن يتصور المؤمنون أنهم قادرون على إخراجهم وإذا بالنصر المؤزر يتحقق بأن البيوت تخرب بأيدي المؤنين، وبأيدي اليهود أنفسهم، وهذه سنة الله تعالى في دحر المشاقين والمصادير له. {وهو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار (١)}.

٢ - واستغل اليهود حادثة قطع نخيلهم، وراحوا يتحدثون عن الفساد فيه، ومحمد ينهي عن الفساد. وكاد الأمر يلتس على بعض المؤمنين. فنفى الله تعالى الحرج عنهم، ثم أكد لهم بعد ذلك أن النصر الذي تحقق لم يتحقق بجهد المؤمنين، إنما تحقق بقذف الرعب في قلوب الكافرين. ومن أجل هذا كان الفيء كله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مع ربط هذه الأمور جميعا بالعبودية لله وطاعة رسوله {... وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب (٢)}.

٣ - ولئن حرم المؤمنون الفيء: فلم يحرموا الثناء من رب العباد، المهاجرون والأنصار والتابعون لهم بإحسان إلى يوم القيامة، إنما بقي الفيء للفقراء المؤمنين. ولعل هذه الصورة تعطينا الحكمة من هذا الثناء على هذا الجيل الفريد:

لما غنم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني النضير بعث ثابت بن قيس فدعا الأنصار كلها - الأوس والخزرج - فحمد الله وأثنى عليه، وذكر الأنصار وما صنعوا بالمهاجرين، وإنزالهم إياهم في منازلهم، وأثرتهم على أنفسهم، ثم قال: إن أحببتم قسمت بينكم وبين المهاجرين ما أفاء الله علي من بني النضير، وكان المهاجرون على ما هم عليه من السكنى في مساكنكم وأموالكم، لإن أحببتم أعطيتهم وخرجوا من دياركم، فقال سعد بن عبادة وسعد بن معاذ: يا رسول


(١) الحشر /٢.
(٢) الحشر من الآية ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>