للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ذكر فصول أنشأتها فيها منها فصل]

ولما رأينا أمدادهم في البحر متضاعفة، وجموعهم متكاثفة، استدعينا الأسطول المصري المنصور فجاءنا فجاءة، وأمتد اسطرا على طرس البحر أعيت متأملها قراءة، وأقبلت جواريه جوارح من قنائصها القوامص، وصدمت شوانيه شواني الشناة فعادت مراكبهم وهي نواكص. وطارت غربانا ببين أحبة الكفر أعداء الإسلام ناعبة، واطردت على طرائد الفرنج فطردتها غالبة لا لاغبة.

وظفرت أول يوم الورود بسفن للعدو معمرة، وألهبت في الماء على أهل النار كل نار للنكال مسعرة. وانقطعت طرق الفرنج البحرية فاستطالت بها أساطيلنا فذهبت وجاءت، وعملت ما شاءت، وتبعتهم مرارا، وبالغنائم فاءت، وأعشت أعين الرائين كلما تراءت. فضاقت بها العداة ذرعا، ولم تجد من بعدها مطمعا ولا مرعى.

[فصل من كتاب]

صدر الكتاب بورود الأسطول المصري، وبالسطو الشديد والبأس القوي. فارتاع الكفر من وصوله وصوله الرائع؛ وذل جمع الكفر لعزه الجامع؛ وجاء بكل شيني شانئ. لشائن الدين واجئ، مفاجع للعدو بالهلاك مفاجئ. مفرق لمراكب الشرك المجتمعة؛ مضيق لمناهج مضارها المتسعة. فطحن مناكب مراكبها، ووسع معاطن معاطبها. واستولى منها حالة وروده على عدة للملاقاة مستعدة، ولا مداد إعانتها ممن وراءها مستمدة. وقتل من فيها من الرجال؛ وغنم ما وجد فيها من العدد والأموال.

[فصل من مكاتبة أخرى]

وصل الأسطول المنصور في كل شيني شانئ للشرك شائن، زائد لبهجة الإسلام زائن. زائر بكل أسد زائر، سائر بكل مقدام إلى مقام الأقدام سائر.

وكانت الفرنج قد جهزت مراكبها، وأرهفت غروبها وسنمت غواربها. وملأتها برجال أيديها على قوائم القواضب قوابض، وارجلها على الثبات في روابي متون سفنها روابض. وهم على انتظار الأسطول. ليطاولوه؛ ويلقوه وبالمدافعة يجاولوه.

فلما وصل وصال؛ وراع أمره وهال؛ وجلا عليهم الاوجال والآجال؛ بتوا المراسي والحبال، وانهزموا بسفنهم، وآذنت قوتهم بوهنهم. واستولى على عدة منها بالعدد والرجال والذخائر والأحمال مملوءة، وسلبهم كل ما أعدوه فيها من قوت وقوة.

والفصول كثيرة وإنما ذكرت منها ما وصف صورة الحال على جلبتها، وأعرب عن حقها وحقيقتها.

<<  <   >  >>