للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل فيه في جواب أمير]

عرفنا خبر العدو المشئوم، الواصل من جانب الروم. وهذه هدية أهداها الله إلينا، وفضيلة خصنا الله بها. حيث أقامنا في مقابلة أعدي أعدائه، وأقدرنا على مقاتلة من نازعه في كبريائه. وقد ساقهم الموت إلى المقبرة التي يدعونها، ولبتهم المنايا التي يدعونها ولا يدعونها. ومعاقلنا بحمد الله قوية، وصوارمنا من دماء أعداء الله روية. فيجب أن يكون في جميع أموره محتاطا، ويظهر بما يغنمه الله من أسلابهم وأشرئهم اغتباطا.

[فصل من كتاب الاستنفار]

قد عرف إن العدو الألماني المخذول قد وصل فما لقعوده عن هذا المقام معنى، وما لمن تأخر عن نصرة الإسلام من ثمر السعادة مجتى. وهذا وقت نهوضه بجميع أهل بلاده، وأوان بذل وسعه وجده واجتهاده. فإنه محضر لا يغيب عنه إلا من ليس له عند الله خلاق، وموقف يفي بعهد الله فيه من سبق له معه في السعادة ميثاق. وإنها لغنيمة أوفدها الله علينا، وهدية أهداها الله إلينا، وفضيلة خصنا الله بها، وأسعدنا بسببها. بل بلية جلا وجه النعمة فيها، بل قضية وفى الله في النجح بموعود توافيها. بل ملمة اختارها الله لدفعها، وطاغية استدعى أولياءه بقمعها، ونائرة كلفنا الله بإطفاء جمرها وأرداء جمعها.

فلينهض نهوض الكريم إلى مساعدة الكرام، وليخطب اهتمام العظيم بملابسة الخطوب العظام، وليثب وثوب الأسد على الفريسة، ولينتخ للإسلام انتخاء ذوى الأنفس الأبية والهمم العلية النفيسة.

وليكن أول سابق في مضمار الجد، وأسعد طالع في أفق الجد، فإن الإسلام في انتظاره، والمطالع مستشرفة إلى إشراق أنواره. ولا زالت الأقدار جارية في إسعاد

الدين والدولة بأقداره.

[فصل من كتاب]

قد أحاط العلم بما عرا من المللم، وعرض من الخطب المدلهم. ووصل من العدو الثائر، ونزل من النازلة التي هي أم النوازل، والدائرة التي هي أم الدوائر. وقد آن للإسلام أن يسلم، وللأيمان أن يعدم، والتثليث أن يعلن، والتوحيد أن يكتم، وللكفر أن يقدم، وللهدى أن يحجم.

فقد قذف البحر من الفرنج بزبده، والبر أتى أتيه من كل بلد للكفر بسبده ولبده، ووصل الألماني - المخذول - بعدده وعدده. وهذا خطب قد دهم، وعدو قد هجم، وشر قد نجم. وجمر داهية قد وقد، وجمع طاغية قد وفد. في جيوش جائشة، وجموع طائشة. وجنود محشورة، وبنود منشورة، وخيول مجفجفة، وسيول

<<  <   >  >>