للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجدة، وشدة وشدة، وحد وحدة. وضوعة وروعة، ونخوة وسطوة. وصوت وصيت. ومصاعيب ومصاليب. ومساعير ومغاوير. ودهم ودهم. وشهب وكمت. وصلاب وصلاد. وانجاب وأنجاد. وجلب ولجب، وبيض ويلب. وبيض وسود، وأساود وأسود. وجرد ومرد. وكهول وفحول. ورقاق وعتاق. وقود وقيدود. وأطلاب وأبطال، وفوارس ورجال، وخفاف وثقال. وعراب وأعاريب، وسراحين وسراحيب. وحد لا يكل، وجد لا يمل. وجمر يتقى، وجمع لا يلتقي.

ومعه رماة الاحداق كماة الأتراك، وهداة التوحيد عداة الإشراك. فقرت عينه بولده، واعتضد بعضده، ووضع يده بتأييد الله في يده. وكان قد استدعى الاساطيل

المنصورة فوافت كالفتخ الكواسر، بالفلك المواخر. وجاءت كأنها أمواج تلاطم أمواجا، وأفواج تزاحم أفواجا. تدب على البحر عقاربها، وتخب كقطع الليل سحائبها، وتجر بالذوابل ذوائبها، وتزاحم مناكب الأطواد مناكبها. (والحاجب لؤلؤ) مقدمها ومقدامها، وضرغام غابها وهمامها. فطفق يكسر ويكسب، ويسل ويسلب. ويقطع الطريق على سفن العدو ومراكبه، ويقف له في جزائر البحر على مذاهبه. وسيأتي ذكر ذلك في موضعه، ويظهر في وقائعه حسن موقعه.

[فتح بيت الله المقدس]

ثم رحل عن عسقلان للقدس طالبا، وبالعزم غالبا، وللنصر مصاحبا، ولذيل العز ساحبا. قد أصحب ريض مناه، وأخضب روض غناه. واصبح رائج الرجاء، أرج الأرجاء. صيب العرف، طيب العرف. ظاهر اليد، قاهر الأيد. سنى عسكره قد فاض بالفضاء فضاء، وملأ الملأ فأفاض الآلاء. وقد بسط عثير فيلقه ملاءته على الفلق، وكأنما أعاد العجاج رأد الضحى جنح الغسق. فالأرض شاكية من إجحاف الجحافل، والسماء حاظية بأقساط القساطل.

وسار سارا بالأحوال الحوالي، مروية أحاديث فتوحه العوالي من العوالي. مطوية مدارك مناجحه على ما تنشره الآمال من الأمالي. وقد حلت وعلت من مغارس النصر ومطالعه، المجاني والمجالي. والإسلام يخطب من القدس عروسا، ويبذل لها في المهر نفوسا، ويحمل إليها نعمى ليحمل عنها بوسي. ويهدى بشرا ليذهب عبوسا.

ويسمع صرخة الصخرة المستدعية المستعدية لأعدائها على اعدائها، واجابة دعائها وتلبية ندائها، واطلاع زهر المصابيح في سمائها. وإعادة الإيمان الغريب منها إلى وطنه، ورده إلى سكونه وسكنه. وإقصاء الذين أقصاهم الله بلعنته من الأقصى، وجذب قياد فتحه الذي استعصى. وإسكات الناقوس منه بانطلاق الآذان، وكف

كف الكفر عنه بإيمان

<<  <   >  >>