للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر استيحاش الصلاحية

من الملك العادل وميلهم إلى الملك الأفضل

لما أبطل الملك العادل أمر الملك المنصور بن الملك العزيز نفروا من ذلك وكرهوه.

وكان الملك العادل قد جهّز فخر الدين جهاركس إلى بانياس لحصرها وأخذها من حسام الدين بشّارة.

«وإنما فعل الملك العادل ذلك استصلاحا لجهاركس، إذ هو مقدّم الصلاحية، وغضبا على بشارة لكونه كان لما توجه إلى مصر خلف الملك الأفضل طلبه ليحلف له ويكون معه، فامتنع.

فنازل جهاركس بشارة، وأعانه الملك المعظم على ذلك، حتى تسلمها.

وكان فارس الدين ميمون القصرى بنابلس، فكتب إلى الملك العادل، يقول له:

«إنما دخلنا في طاعتك، ووافقناك، مراعاة لولد الملك العزيز ابن أستاذنا، خوفا أن يتطرق إلى ملكه (١) ضرر، والواجب (٣٤ ا) أنك تعيده إلى ملكه، وإلا حصل الفساد في قلوب الجند، ودخل الوهن على الدولة».

ولما وردت رسالته بذلك إلى الملك العادل، أغلظ له في الجوب.

فأعاد ميمون القول:

«بأنك إن استمررت على القاعدة التي اتفقنا عليها فنحن على طاعتك، وإن لم تفعل فأعطنا دستورا لنذهب حيث (٢) شئنا، ويقوم عذرنا عند الله تعالى وعند الناس».


(١) (ك): إلى بلدنا
(٢) (ك): «أين»

<<  <  ج: ص:  >  >>