للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما تحقق الملك الظاهر استمرار الملك المنصور على طاعة الملك العادل، توجه إلى المعرّة فأقطعها، وذلك في العشر الأول من شعبان، ثم توجه إلى كفر طاب فأخذها، وهى لابن المقدّم.

وبعث إلى قراقوش نائب ابن المقدم بأفامية يطلب منه تسليمها إليه، فامتنع وأصرّ على العصيان.

ثم توجه الملك الظاهر إلى أفامية، واستحضر شمس الدين بن المقدّم، وكان معتقلا بحلب، ومعه جماعة من أصحابه، ونازل أفامية، وأمر بضرب جماعة ابن المقدم ليسلم قراقوش حصن أفامية، فرآهم قراقوش وهم يضربون، فلم يلتفت إليهم، فأمر بضرب شمس الدين بالسياط، فضرب ضربا مبرحا، وجعل يستغيث إلى قراقوش ليسلم الحصن (١)، فأمر قراقوش بضرب الطبول في أعلى القلعة لئلا يسمعوا صوته، ورموه بالنشاب.

ولما أيس الملك الظاهر من أخذ الحصن ترك عليها من يحاصرها ثم رحل عنها.

ذكر منازلة

الملك الظاهر حماة ورحيله عنها

ثم توجه الملك الظاهر إلى حماة ونازلها محاصرا لها لثلاث بقين من (٣٥ ب) شعبان من هذه السنة. ونزل شمالى البلد، وشعّث التربة التقوية وبعض البساتين، وزحف من الغد من جهة الباب الغربى، وقاتل قتالا شديدا، ثم زحف في آخر


(١) هذا اللفظ ساقط من (ك)

<<  <  ج: ص:  >  >>