للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخضرة (١)، وقطع خطبة بنى العباس، وخطب لنفسه بالخلافة على منابر اليمن، وخطب بنفسه على المنبر يوم الجمعة.

وقد ذكر أن عقيدته كانت فاسدة، وأنه ادعى الربوبية، وأمر كاتبه أن يكتب: «من مقر الإلهية»، ثم نهى عن ذلك، فانتهى خوفا من القتل.

[وبلغ عمه الملك العادل دعواه النسب إلى بنى أمية، فأنكره وساءه فعله، وجحد أن يكون لبنى أيوب نسب يتصل ببنى أمية.

وخافته مماليك أبيه لهوجه وسفهه، ففارقوه وتحزبوا عليه وحاربوه، ووافقهم على ذلك جماعة من أمراء الأكراد، منهم: شمس الدين بن الدقيق (٢)، وباخل، وغيرهم، فاتفقوا كلّهم على قتله، وضربوا معه مصافا في السنة الماضية، وهى سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، فكسروه وقتلوه، ونصبوا رأسه على رمح، وداروا به بلاد اليمن، ونهبوا زبيد تسعة أيام.

وكان له أخ صغير يلقب بالملك الناصر، فجعلوا له اسم السلطنة، وترتب أتابكا له سيف الدين [سنقر] (٣) - مملوك والده (٤) -.

ثم اضطربت الأمور على سيف الدين سنقر، وتحزّبت عليه العساكر وقاتلوه، وجرت بينهم حروب كثيرة، وآخرها أنه انتصر وقتل جماعة من الأكراد والأتراك، وحبس جماعة، وصفت له اليمن.

ثم مات بعد أربع سنين.

وكان تزوج أمّ الملك الناصر، وأولدها ولدا ذكرا، (٣٩ ب) فتزوجها


(١) (ك): «ودخل سعاده الحضره» وما هنا هو الصحيح
(٢) (س): «بن الرفيق»
(٣) ما بين الحاصرتين زيادة عن (ك)
(٤) (س). «مملوك جده»

<<  <  ج: ص:  >  >>