للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأجاب الملك المنصور: «بأنّا لا نجزع بما تقول ولا نكترث، ولو أنهم أضعاف ذلك لناجزتهم، فقد تحققنا قصدهم لنا، وعلمنا ذلك ولا سبيل إلى مصالحة الاستبار بوجه».

فضرع الرسول حينئذ. وسأله تقليد الداوية (١) المائة في (١) صلحهم واعتذر من قوله الأول.

فأجابه إلى ملتمسه.

فسرّ الرسول بذلك (٤٢ ا) وقام وكشف رأسه، وقبّل يده.

وورد كتاب الملك العادل يخبره فيه بالفرنج الخارجين من البحر، وتوجههم إلى جهة اللاذقية وغيرها من البلاد.

وفى هذه السنة ولد الملك المظفر تقى الدين محمود بن الملك المنصور، وسمّاه عمر، وإنما سمى محمودا بعد ذلك.

وكانت ولادته بقلعة حماة ظهر يوم الثلاثاء رابع عشر شهر رمضان من هذه السنة.

وكان والده الملك المنصور بقلعة بعرين في مرابطة الفرنج، فلما بلغته ولادته قدم إلى حماة يوم الأحد منتصف شهر رمضان، فهنأه أكابر الدولة، ومدحه الشعراء وهنوه بذلك، فممن مدحه وهناه سالم بن سعادة الحمصى وهو من الشعراء المجيدين (٢)، بقصيدة مطلعها:

هذا الهناء الذى سرّت بشائره ... بمولد الملك الميمون طائره

شبل أتى من هزبر سمر ذبّله ... آجامه ومواضيه بواتره


(١) هذان اللفظان غير موجودين في (ك)
(٢) الأصل: «المحدثين»، وما أثبتناه صيغة (ك) وهى أصح.

<<  <  ج: ص:  >  >>