للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وترددت الرسل بين الملك المنصور والفرنج إلى أن استوثقت (١) الهدنة بينهم إلى مدة معلومة.

وفى هذه السنة توجّه الملك المنصور إلى الديار المصرية، وكان عنده استشعار من الملك العادل، فلما وصل إلى القاهرة أحسن إليه الملك العادل إحسانا كثيرا، وأقام في خدمته شهورا (٢)، ثم خلع عليه وعلى أصحابه وعاد إلى حماة مكرّما.

وفى هذه السنة أغارت الفرنج على حمص، وقتلوا وقتلوا وأسروا جماعة.

وفى هذه السنة جرّد القاضى بهاء الدين بن شدّاد - قاضى حلب - ونزع طيلسانه، وامتنع من القضاء.

وكان السبب في ذلك أنه كان حضر (٣) إملاكا لفتح الدين بن جمال الدين فرخ (٤) على ابنة علاء الدين - صاحب نابلس (٥) -، ولم يكن للزوجة ولىّ غير أخيها، فوكّل الأخ القاضى بهاء الدين في التزويج بعد الإشهاد عليها بالرضى.

فحضر القاضى وزوجّها من الزوج المذكور، وكان كمال الدين عمر ابن العجمى حاضرا، فلما خرج مضى إلى دار علاء الدين، وأوهمهم أن العقد لا (٦) يصح، وأحضر أخا الزوجة والزوج، وجدّد العقد، فغضب بهاء الدين، ونزع طيلسانه، وامتنع من الحكم.

وعلم الملك الظاهر -[صاحب حلب] (٧) - ذلك، فعظم عليه، وجلس


(١) (س): «إلى أن استقرت بينهم».
(٢) (س): «شهرا».
(٣) الأصل و (س): «حصر»، والتصحيح عن (ك).
(٤) (ك) و (س): «خرج».
(٥) الأصل ك: نالس، والتصحيح عن (س).
(٦) (ك) و (س): «لم».
(٧) ما بين الحاصرتين زيادة عن (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>