للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للملك العادل مع ولده الملك الظاهر عز الدين مسعود، وإذا برسول مظفر الدين كوكبورى - صاحب إربل - قد جاء يبذل له المساعدة والمعاضدة، ومنع الملك العادل عن سنجار.

ولم يكن هذا في حساب نور الدين، فإن مظفر الدين كان مع الملك العادل.

وكان السبب في الذى فعله مظفر الدين أن قطب الدين - صاحب سنجار - كان أرسل ولده إلى مظفر الدين يستشفع به إلى الملك العادل ليبقى عليه سنجار، وكان مظفر الدين يظن أنه لو شفع في نصف ملك [الملك] (١) العادل لشفّعه فيه، لما بينهما من المصاهرة، ولآثار جميلة تقدمت (٢) من مظفر الدين في حق الملك العادل.

فشفع مظفر الدين في قطب الدين عند الملك العادل، فلم يقبل شفاعته فيه، ظنّا منه أنه بعد اتفاقه مع نور الدين لا يبالى بمظفر الدين.

فلما ردّ الملك العادل شفاعته غضب من ذلك، وسيّر وزيره إلى نور الدين، فوصل إلى الموصل ليلا، ووقف مقابل دار نور الدين وصاح، فعبرت إليه سفينته، فمبر (٣) فيها، واجتمع بنور الدين ليلا، وأبلغه الرسالة.

فأجاب نور الدين إلى ما طلب من الموافقة، وحلف على ذلك، وعاد وزير مظفر الدين من ليلته، فأبلغ مظفر الدين الجواب.

فسار مظفر الدين من إربل، واجتمع هو ونور الدين، وعسكرا بظاهر الموصل، وراسلا الملك الظاهر - صاحب حلب - يدعوانه إلى الاتفاق على الملك العادل،


(١) ما بين الحاصرتين زيادة عن (ك).
(٢) (ك) و (س): «والآثار الجميلة الذى تقدمت».
(٣) (ك): «يعبر»، وس: «شينية ليعبر فيها».

<<  <  ج: ص:  >  >>