للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وهى لصاحب دمشق أيضا (١) -، ثم سار إلى حمص فحصرها، فلما نازل ملك الروم حلب - على ما نذكره - رحل عن حمص ونزل على سلمية، ثم نزل على حماة - على ما نذكره -، فلما انحلت قضية الروم عاد إلى حمص فنازلها، ثم وقعت بينه وبين شهاب الدين [صاحب دمشق (٢)] مراسلة، فانتهى الأمر إلى الصلح، وسلم إليه حمص، وخطب زمرد خاتون - أم شهاب الدين (٣) -[٤٥] وهى التي ذكرنا أنها قتلت ولدها شمس الملوك، وزفت إليه في رمضان سنة اثنين وثلاثين وخمسمائة واعتقد [عماد الدين] أنه إذا تزوجها كان ذلك طريقا إلى تملكه دمشق، فلما لم يحصل له ذلك أعرض عنها.

ذكر منازلة الروم حلب ثم شيزر (٤)

ثم لما صالح ملك الروم ابن ليون قصد بزاعة (٥) فحصرها، فسيّر عماد الدين جماعة من العسكر إلى حلب ليمنعوها من الروم إن قصدوها، ثم ملك ملك الروم بزاعة


(١) هذه الجملة في س مضطربة الألفاظ والمعنى، ونصها: «وأطاعه وهو مستحفظ باياس وهو لصاحب دمشق ايضا».
(٢) أضفنا ما بين الحاصرتين عن: (ابن الأثير، ج ١١، ص ٢١) وذلك للايضاح.
(٣) هذان اللفظان لم يذكرا في س، وقد أضاف ابن الأثير للتعريف بهذه السيدة قوله: «وهى التي بنت المدرسة بظاهر دمشق المطلة على وادى شقرا ونهر بردى». وهذه المدرسة هى المعروفة باسم «المدرسة الخاتونية البرانيه»، بنتها للحنفية، وأوقفت عليها الأوقاف في سنة ٥٢٦؛ وزمرد خاتون هى صفوة الملوك ابنة الأمير جاولى، أخت دقاق لأمه، وزوجة تاج الملوك بورى، وأم ولديه: شمس الملوك إسماعيل، ومحمود، وقد تزوجها فيما بعد أتابك عماد الدين زنكى، فبقيت معه تسع سنين، فلما قتل حجت وجاورت بالمدينة المنورة إلى أن ماتت ودفنت هناك بالبقيع في سنة ٥٥٧، أنظر أيضا: (النعيمى: الدارس في المدارس، نشر جعفر الحسنى، ج ١، ص ٥٠٢ - ٥٠٧).
(٤) هذا العنوان غير موجود أيضا في س، ويلاحظ أن النص متصل دائما في نسخة س، وأن العناوين الموضحة قليلة، وسنكتفى بهذه الاشارة وما سبقها إلى هذه الظاهرة ثم نسكت عنها بعد ذلك لتكرارها في معظم الصفحات والموضوعات.
(٥) نص (ابن الأثير، ج ١١، ص ٢١) فيه زيادة للتعريف بالمدينة، قال: «وهى مدينة لطيفة على ستة فراسخ من حلب».

<<  <  ج: ص:  >  >>