للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر وفاة

الملك المؤيد نجم الدين مسعود

ابن السلطان الملك الناصر صلاح الدين

ولما انفصل الملك المؤيد ونظام الدين من عند الملك العادل، سارا حتى نزلا رأس عين بظاهرها، فخرج إلى خدمتهما الوالى بها، وحمل إليهما طعاما وفاكهة كثيرة، فتناول من الرمان هو وبعض غلمانه، ثم دخل بيتا مجصّصّا، وكان يوما شديد البرد، فأشعل فيه النار، وسدوا كوى البيت، فاختنق الملك المؤيد ومن كان معه، ولم يسلم إلا اثنان وجد فيهما حياة ضعيفة.

وتحدّث الناس بأنه سقى سمّا (١) في الرمان.

ثم جهّز الملك المؤيد ووضع (٥٥ ب) في تابوت وحمل إلى حلب فوصل إليها في الثامن والعشرين من شعبان من هذه السنة، ودفن في التربة الظاهرية بمقام إبراهيم عليه السلام.

وحزن عليه أخوه الملك الظاهر حزنا شديدا، وغلقت أسواق حلب سبعة أيام.

ورثاه شرف الدين الحلّى بقصيدة مطلعها:

ترى من على نفس الهدى (٢) جار واعتدى ... وفوّق نحو الملك سهما مسدّدا؟


(١) (س): «شيئا»
(٢) (س): «العلى».

<<  <  ج: ص:  >  >>