للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن هدّ ركن المجد بعد بنائه؟ ... ومدّ إلى تشتيت شمل الهدى يدا

ومن دكدك الطود الأشمّ وقد رسا ... وطال إلى أن جاز نسرا وفرقدا؟

ومن حجب البدر الذى كان مشرقا ... ومن غيّض البحر الذى كان مزيدا؟

ومن حبس الغيث الذى كان نوؤه ... إذا عمّ جدب لا يفت له ندا

ومنها:

فيا مانع الإسلام صبرا فإنما ... بصبرك في كلّ المواطن يقتدى

فلو كان غير الموت دافعت دونه ... بطعن يردّ السمهرىّ مفصّدا

وغادرت جفن الأفق بالسمر أو طفا ... وخدّ المواضى بالنجيع مورّدا

ولكنه دهر إذا ما نعيمه تحوّل ... بؤسا هدّ ما كان شيّدا

فدم يا غياث الدين سيبك للعلى ... يشيد مبانيها وسيفك للعدى

ولا زالت الدنيا تبيحك ملكها ... ولا زلت مهديا لها وممهدا

ولما بلغ الملك العادل وفاة ابن أخيه الملك المؤيد جلس للعزاء، واغتم لموته غما كثيرا، وخاف أن يظن الناس أنه سمّه.

وبعد مفارقة الملك العادل رأس عين متوجها إلى حرّان، جرت (١) بينه وبين وزيره صفى الدين منافرة أوجبت حرد صفى الدين، وسافر في البرية (٢).


(١) (ك): «جرى».
(٢) (س): «وسار في البريد» وهى أقرب إلى الصحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>