للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ودخلت سنة سبع وستمائة]

فخرج في أولها الملك الظاهر وخيّم (٥٦ ا) معاملا (كذا) لأنه بلغه أن عمه الملك العادل عازم على قصده، وأخذ حلب منه، (١) فعزم على جمع العساكر وقصد الفرات (١) ليمنع الملك العادل من عبور الفرات، وكاتب المواصلة وغيرهم في الاستعداد وأخذ الأهبة ليشغلوا قلب الملك العادل، ويمنعوه من قصد حلب، فأجابوه إلى ذلك.

وحين تحقق الملك العادل ذلك أعرض عن قصد حلب، وقصد دمشق، فدخلها واستقر فيها، وتفرقت العساكر والملوك الذين معه.

وفى هذه السنة قصدت الكرج خلاط وحصروها، فاتفق أن «أوانى» (٢) ملك الكرج شرب الخمر، فحسّن له السّكر أن ركب وتقدم إلى جهة خلاط في عشرين فارسا، فتقنطر به فرسه، فأخذه المسلمون أسيرا، وأخذوا أصحابه معه، وحملوهم إلى الملك الأوحد، فبذل في نفسه مائة ألف (٣) دينار، وخمسة آلاف أسير من المسلمين، وأن يلتزم الصلح ثلاثين سنة، وأن يزوّج إبنته الملك الأوحد، فوافقه على ذلك، وردّ على المسلمين عدة قلاع كانت أخذت منهم، وتقررت الأيمان بينهم على ذلك كله.

وفى هذه السنة تحركت الفرنج إلى جهة الساحل، واجتمع منهم بعكّا جمع كثير.

فخرج الملك العادل من دمشق، وترددت بينهم الرسل، حتى تقررت بينهم الهدنة مدة معلومة.


(١) النص في (ك): «فجمع العساكر وطلب قصد الفراه».
(٢) (ك): «أواتى».
(٣) (ك) و (س): «مائة ألف ألف».

<<  <  ج: ص:  >  >>