للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال - رحمه الله -: «لا نكدر إنعامنا وإحساننا إليهم، ونحن نكفى أصحابنا».

قال مجد الدين: «فأرسلت إلى صاحب ماردين ليتسلم بلاده فتسلمها، وأرسل إليها نوابه».

قال مجد الدين: «ما قلت له عن شىء قط، من عدل (١) وبذل مال (١) وغير ذلك من الصلاح، فقال لا؛ وكنت معه في بعض أسفاره وله سرادار قد سرق ولده من داره قماشا، وكانت مفاتيح الدار مع السرادار، فأرسل إلىّ ليلا فأمرنى أن أكتب كتابا إلى الموصل بقطع يده، فأعدت الجواب: أننى ما أكتب هذا الكتاب الليلة، (٢) وإذا اجتمعت به غدا عرفته ما في هذا (٢).

فأعاد مرة ثانية وثالثة وأنا أمتنع.

فاستدعانى وقال لى: «لم لم تكتب الكتاب؟».

فقلت له: «عادتى معكم (٣) أننى لا أكتب إلا ما تجيزه الشريعة».

فقال لى: «هذا سارق، توجب الشريعة المطهرة قطع يده».

فقلت: «لا قطع عليه، لأنه سرق من غير حرز، لأن المفاتيح بيده».

فعفا عنه.


(١) هذان اللفظان ساقطان من (ك).
(٢) (س): «وإذا اجتمعت بالسلطان أعلمته ما في هذا».
(٣) (ك): «تعلم عادتى».

<<  <  ج: ص:  >  >>