للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر استيلاء

الملك القاهر بن نور الدين

على الموصل (١)

ولما مات نور الدين أرسلان شاه بن مسعود - صاحب الموصل - استقر في الملك بالموصل بعده ولده الملك القاهر عز الدين مسعود بن أرسلان شاه بن مسعود بن مودود بن زنكى بن آق سنقر - رحمه الله -، وهو آخر ملوك البيت الأتابكى بالموصل.

وقام بتدبير ملكه بدر الدين لؤلؤ مملوك والده.

وملك عماد الدين زنكى بن نور الدين قلعتى عقر وشوس وهما بالقرب من الموصل. (٥٧ ب)

وفى هذه السنة: وردت رسل الخليفة الناصر لدين الله إلى ملوك الأطراف أن يشربوا له كأس الفتوة (٢)، ويلبسوا له سراويلها ويكون انتماؤهم إليه، ورعية كل ملك يشربون لذلك الملك ويلبسون له.


(١) هذا العنوان غير موجود في (س).
(٢) الفتوة نظام اجتماعى إسلامى قديم يعتمد على ما نعتمد عليه الفروسية من آداب وصفات أهمها الشباب والقوة والوفاء بالعهد وأداء الأمانة وترك الكذب والرحمة باليتيم، وقرى الضيف ومساعدة الضعيف والإيثار. . . إلخ، ولها ذكر في الأحاديث النبوية، ثم نسبت إلى على بن أبى طالب وظل هذا النظام متبعا خلال العصور الإسلامية يتطور بتطورها، يقوى حينا، ويضعف أو يهجر حينا آخر، إلى أن عمل على إحيائه الخليفة الناصر لدين الله العباسى كما هو وارد في النص هنا، وكان للفتوة ناموس وكانت لها طقوس خاصة؛ فلا يقبل الفتى الجديد إلا إذا رشحه وزكاه فتيان آخرون، ويحتفل بانضمامه احتفالا خاصا له رسوم معينة، فيحزم بحزام وهو يعبر عنه «بشدة العقد» ويلى ذلك شرب كأس الفتوة، ثم لبس سراويل الفتوة. . . الخ، وكانت كأس الفتوة =

<<  <  ج: ص:  >  >>