للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فانتقل الحاج العراقى إلى الحاج الشامى، واستجاروا بهم، وكان في الحاج (١) الشامى ربيعة خاتون بنت أيوب أخت الملك العادل [زوجة مظفر الدين صاحب إربل] (٢)، فأجارت الحاج العراقى، ومنعت أبا عزيز منهم، ولولا إجارتها لهم لاستؤصلوا [عن آخرهم] (٢)، وذلك بعد أن نهب من الحاج العراقى من الأحمال والجمال ما لا يمكن وصفه.

ثم لما أرادوا دخول مكة منعوا منها، (٥٨ ب) فما زالت ربيعة خاتون بأمير (٣) مكة حتى أذن لهم، فدخلوا وقضوا حجهم.

وفى هذه السنة أظهر ألكيا جلال الدين حسن - إمام الباطنية صاحب الألموت - شعائر الإسلام، وأمر رعيته بالصلوات والحج وصيام رمضان، وإقامة وظائف الشريعة.

وكتب إلى الخليفة والملوك يعلمهم ذلك، وبعث والدته إلى مكة لتحج، فحجت كما ذكرنا، وأكرمت ببغداد لما دخلتها إكراما عظيما، وبعث جلال الدين حسن إلى الحصون التي لهم بالشام يلزمهم أن يفعلوا نظير ما فعله ببلاد العجم (٤)، فأعلنوا بالأذان وإقامة الجمع وأظهروا أنهم قد التزموا بمذهب الشافعى - رحمه الله -.


(١) (ك): «الركب».
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة عن (س).
(٣) (س): «بابن أمير مكة».
(٤) (ك): «في العجم».

<<  <  ج: ص:  >  >>