للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ودخلت سنة عشر وستمائة]

والممالك بحالها

وفى هذه السنة ظفر عز الدين كيكاوس - صاحب بلاد الروم - بعمه، وأخذ بلاده وقتله، وذبح أكثر الأمراء.

وأراد قتل أخيه علاء الدين فشفع فيه مجد الدين، فعلم عز الدين فعفا عنه، وتركه محبوسا.

وهذه رذيلة كانت في البيت السلجوقى طهّر الله البيت الأيوبى منها، فإن البيت السلجوقى كان إذا ظفر واحد منهم بأخيه أو ابن عمه أعدمه، وأحسن أحواله أن يعتقله [حتى يموت]. (١)

وكان بنو أيوب يتحاربون، وتجرى بينهم العداوة الشديدة، ثم يجتمع بعضهم ببعض، وربما صعد بعضهم إلى قلاع بعض، ثم يفارقه بعد المقام عنده على حال جميلة، (٢) والعداوة والمنافرة باقية بحالها (٢):

وفى هذه السنة وثب بعض الباطنية على ابن الابرنس - صاحب أنطاكية - فقتله، وكان عمره ثمانى عشرة سنة، فحزن عليه أبوه حزنا شديدا، وأعظمت الفرنج ذلك وخافوا واحترزوا لأنفسهم.

وفى هذه السنة حصل عند الملك الظاهر استشعار من عمه الملك العادل لشىء بلغه عنه، وأخذ في الاستخدام والاستعداد، ثم بعث القاضى نجم الدين بن الحجاج


(١) ما بين الحاصرتين زيادة عن (س).
(٢) هذه الجملة غير موجودة في (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>