للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووصل رسول ابن لاون إلى الملك الظاهر برسالة مضمونها:

إنى مملوك السلطان، (٦٥ أ) وغرس دولته (١)، وقد دخلت عليه دخول العرب، وأطلب منه إنقاذى من هذه الورطة، وأكون مملوكه ما عشت، وقد حفظت بلاد السلطان غير مرة، وخدمته، منها: «أن السلطان لما حاصر دمشق المرة الأولى وبقيت البلاد شاغرة من العساكر، ما شغلت قلبه ولا آذيت بلده، بل ساعدته وعاونته بمالى ورجالى (٢)، وكذلك لما حاصر دمشق المرة الثانية، وقد بذلت لى الأموال كلها لأشغل قلبه ويفتر عن الحصار فلم أفعل.

وإن كان الإبرنس قد خدم السلطان، فخدمتى أكثر من خدمته، (٣) وسوف يبصر السلطان خدمتى، وملازمتى بابه الشريف، وقد أوصيت ابن أختى الذى نصبته بأنطاكية بملازمة خدمته» (٣).

وبعث ابن لاون مع هذه الرسالة هدية عظيمة فاخرة، فمال الملك الظاهر إلى قوله، وبقى مترددا.

ثم ورد قاضى أقصرا، وهو قاضى عسكر عز الدين، رسولا منه إلى الملك الظاهر يحثّه على الحركة، وبينما هو عنده إذ ورد على الملك الظاهر من أخبره أن عسكر عز الدين بمرعش أغاروا على البلاط من بلد حلب، وقتلوا جماعة من الأرمن الذين به، وأسروا جماعة.

فعظم ذلك على الملك الظاهر، وقوى عنده الرأى الذى أشار به عمّه الملك


(١) (ك) و (س): «نعمته».
(٢) (ك): «وحالى».
(٣) هذه الجملة غير موجودة في (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>