للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمشمرّ كفر سوذ، وحمل إليه ثلاثون ألف درهم؛ وأخرج من ليلته من حلب بالتوكيل.

وأخرج علم الدين قيصر - مملوك الملك الظاهر - إلى حارم، وأعطى علما وكوسا.

وفى الخامس عشر من جمادى الآخرة، اشتد مرض الملك الظاهر، ومنع الناس من الوصول إليه، واضطرب البلد اضطرابا كثيرا (١).

ولما أخرج (٢) الملك الظافر من حلب سار إلى كفر سوذ، فبلغه أن أخاه الملك الزاهر مجير الدين داود - صاحب البيرة - وهو شقيق الملك الظاهر، قد استولى على حروص، وكفر سوذ ومرزبان، ونهرجور، وأخرج جميع العمال بها.

فسار الملك الظافر إلى منبج، فخاف الأتابك (٦٦ ب) شهاب الدين طغريل أن يبدو من الملك الظافر ضرر، فسيّر إليه عسكرا فرحّلوه عن منبج، فسار إلى الملك الأفضل صاحب سميساط - وهو شقيقه، فكان عنده.

وفى السادس عشر من جمادى الآخرة أرجف بموت الملك الظاهر، وغلقت الأسواق، فخرج الأمر بتسكين العامة، ولجّت الأمراء في طلب النظر إلى الملك الظاهر، واقترح إخوته ذلك، فأدخلوا إليه بعض الأمراء فرأؤه، وكان آخر العهد به.

واشتد مرضه جدا، فذكر أنه كان يفيق في بعض الأوقات، ويتشهد، ويقرأ قوله تعالى: {ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ»}، ثم يقول:

«اللهم بك أستجير، وبرحمتك أثق» (٣).


(١) (ك): «عظيما».
(٢) (ك): «خرج».
(٣) هذه الجملة ساقطة من (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>