للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى اليوم الثامن عشر (١) من جمادى الآخرة حجب عنه الرجال، وتولاه الأتابك شهاب الدين طغريل، وزوجته ضيفة خاتون، بنت الملك العادل.

ثم كانت وفاته ليلة الثلاثاء العشرين (٢) من جمادى الآخرة.

وكتم موته، ولم يعلمه غير الأتابك والخاتون، فشرع في تجهيزه وغسله، وتكفينه، وأحضر أمان، وحفر له قبرا في حجرة الذهب، ودفن بها إلى أن نقل بعد ذلك إلى مدرسته (٣) التي بنيت له بحلب.

وكان المتولى لغسله شهاب الدين بن حرب (٤)، خطيب قلعة حلب، وصلى عليه هو والأتابك والفقيه ابن الدل (٥)، والحاج بهاء الدين عمر بن أياز.

ووقعت في البلد ضحوة يوم الثلاثاء العشرين (٦) من جمادى الآخرة صبيحة الليلة التي مات فيها ضجة عظيمة، وكادت الفتنة تقوم، ثم سكن الناس، ولم يزل خبر موته مكتوما إلى آخر النهار، فأنفذ الأتابك لما رأى سكون الناس، فأعلم بموته بعض الناس، وأمرهم بمباكرة باب القلعة، فباكروها صبيحة يوم الأربعاء الحادى والعشرين من جمادى الآخرة (٧)، وأكثر الناس حضر على العادة غير عالمين بالواقعة، فلم يشعروا إلا وقد فتح الباب، وخرج الملك العزيز وأخوه


(١) (س): «الثامن والعشرين».
(٢) (س): «التاسع والعشرين».
(٣) ذكرها (ابن الشحنة: الدر المنتخب، ص ١١٣) ضمن المدارس الشافعية التي بظاهر حلب، قال: «المدرسة الظاهرية أنشأها السلطان الملك الظاهر غياث الدين غازى بن يوسف بن أيوب - صاحب حلب - وانتهت عمارتها في سنة ٦١٦، وأنشأ إلى جانبها تربة أرصدها ليدفن بها من يموت من الملوك والأمراء».
(٤) (ك) و (س): «شهاب الدين حرب».
(٥) (ك) و (س) «ابن الدكر».
(٦) (س): «التاسع والعشرين».
(٧) (س): «الأربعاء سلخ جمادى الآخرة».

<<  <  ج: ص:  >  >>