للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملك الصالح، وعليهما السواد، فوقع الأمراء عن خيولهم، وكشفوا رءوسهم، وقطعوا شعورهم، وضجوا ضجة واحدة.

وفعل كذلك مماليكه وأهل القلعة.

وكان منظرا فظيعا.

وكان الملك العزيز وأخوه الملك الصالح راكبين، وبين يدى (٦٧ ا) الملك العزيز سيف الدين على بن علم الدين يحمل الغاشية.

وأقبل الأمراء وأولاد الملك الناصر صلاح الدين إلى الملك العزيز وأخيه الملك الصالح يقبلون أيديهما (١)، ثم رجعا إلى القلعة.

وأقبل الناس على النوح والبكاء.

وكان مولد الملك الظاهر بمصر في منتصف شهر رمضان سنة ثمان وستين (٢) وخمسمائة، فكان عمره أربعا وأربعين سنة وشهورا.

وكانت مدة ملكه بحلب من حين وهها له والده السلطان الملك الناصر - رحمه الله - ثانى مرة إحدى وثلاثين سنة، لأن ملكه لها كان في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة.

فإنا كنا ذكرنا أنه كان ملكّه لها أولا، ثم انتزعها منه، وملكّها لأخيه الملك العادل، ثم انتزعها من الملك العادل وملكّه لها في التاريخ المذكور.


(١) وجد بعد هذا اللفظ في نسخة (س) جملة نصها: «والملك المنصور بن الملك العزيز راكب قدامهما».
(٢) (س): «وسبعين».

<<  <  ج: ص:  >  >>