للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«إن ملك بالشام حصنا واحدا ملك بلادكم جميعا»؛ فاستشعر كلّ من صاحبه، فرحل ملك الروم (١) من شيزر في هذه السنة، وترك المجانيق وآلات الحصار بحالها، فاتبع عماد الدين ساقة العسكر، فظفر بجماعة منهم، وأخذ جميع ما تركوه، ورجع ملك الروم خائبا إلى بلاده.

وفى خروج ملك الروم إلى الشام وحلب وعوده عنها خائبا يقول المسلم (٢) ابن خضر بن قسيم الحموى قصيدة يمدح بها الأمير عماد الدين زنكى - رحمه الله -.

أولها:

بعزمك أيّها الملك الرّحيم ... تذلّ لك الصّعاب وتستقيم

[ومنها يقول (٣)]:

ألم تر أنّ كلب الرّوم لمّا ... تبيّن أنّك الملك الرّحيم

فجاء يطبّق الفلوات جيشا (٤) ... كأنّ الجحفل اللّيل البهيم

وقد نزل الزّمان على رضاه ... وكان (٥) لخطبه الخطب العظيم

فحين رميته بك (٦) في خميس ... تيقّن أنّ ذلك لا يدوم


(١) كان امبراطور الدولة البيزنطية في هذه السنة (٥٣٢ - ١١٣٨) هو الامبراطور يوحنا الثانى كالوجوهانيز Calojohannes [١١١٨ - ١٥٤٣] ؛ انظر كتاب (الامبراطورية البيزنطية، تأليف نورمان بينز، وترجمة الدكتور حسين مؤنس، والأستاذ محمود يوسف زايد، ص ٤٠١).
(٢) لم أعثر على ترجمة مفصلة لهذا الشاعر، وإنما ذكر (الصابونى، تاريخ حماة، ص ١٠٠) أنه كان من الشعراء المجيدين، وأنه توفى سنة ٥٣٤، ثم استشهد بهذه الأبيات المذكورة هنا.
(٣) ما بين الحاصرتين عن: س (ص ٦ ا)، (ابن الأثير، ج ١١، ص ٢٣).
(٤) كذا في الأصل، وهى في: س (ص ٦ ا): «حينا»، وفى (ابن الأثير): «خيلا».
(٥) كذا في الأصل وفى س، وهى في (ابن الأثير): «ودان».
(٦) كذا في الأصل وفى ابن الأثير، وهى في س: «لك».

<<  <  ج: ص:  >  >>