للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأهلا، ثم أهلا، ثم أهلا ... بما أرسلت من سحر البيان

ولما مات الملك الظاهر عمل العزاء له ثلاثة أيام.

وفى اليوم الثالث قام شرف الدين الحلّى وأنشد مرثية في الملك الظاهر، مطلعها:

سل الخطب إن أصغى إلى من يعاتبه (١) ... بمن علقت أنيابه ومخالبه

نشدتك عاتبه على نائباته ... وإن كان نابى السمع عمّن يعاتبه

ومنها:

أرى اليوم دست الملك أصبح خاليا ... أما فيكم من مخبر أين صاحبه؟

ومنها:

فإن يك نور من شهابك قد خفا ... فيا طالما جلّى دجى الليل ثاقبه

وقد لاح بالملك العزيز محمد ... صباح هدى كنّا قديما نراقبه

فتى لم يفته من أبيه وجدّه ... أب ثم جدّ غالب من يغالبه

ومنها ما يخاطب به الملك العزيز وأخاه الملك الصالح.

أيمكث بالشهباء عبد أبيكما ... ومادحه أم تستقل ركائبه

فذكر أن الأتابك شهاب الدين لما سمع هذا البيت، قال: قولوا له:

«يرحل فلا حاجة لنا إليه، فإنا لا نعطى الشعراء شيئا».

فقال الحلّى قصيدة مطلعها:

منع التأسّف قلبى المتبولا ... أن يستطيع إلى السّلو سبيلا


(١) (ك) و (س): «يخاطبه».

<<  <  ج: ص:  >  >>