للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع أنّ آمالى المصرّد شربها ... أمّت فراتا للنوال ونيلا

أمّت شهاب الدين ينبوع الجدى ... مروى العدى، محيى الندى طغريلا

فلم يؤثر ذلك شيئا عند الأتابك شهاب الدين، وأمر بقطع ما كان للحلّى وفارق حلب، وسار إلى الملك الأشرف بن الملك العادل، فحظى عنده.

ذكر تمليك (١)

الملك العزيز بن الملك الظاهر حلب

ولما رجع الملك العزيز وأخوه الملك الصالح [وابن عمهما الملك المنصور] (٢) إلى القلعة، خرج أولاد الملك الناصر صلاح الدين، وأكابر الدولة، رجّالة إلى دار العدل، ووصل في ذلك الوقت القاضى بهاء الدين بن شداد - رحمه الله - فحضر مع الجماعة، وأخذوا في قراءة القرآن.

فقال القاضى بهاء الدين: «نحن إلى الاشتغال بغير العزاء أحوج» فصرف الناس، وأقبلوا على المشورة (٦٩ ا) وترتيب الأمور.

قال القاضى بهاء الدين - رحمه الله -:

«لما انصرفت من مصر راجعا إلى حلب مررت في طريقى بنابلس وبها الملك المعظم، واجتمعت به، وذكرت له الفصول التي أنهيتها إلى أبيه، وإجابته إليها، ففرح الملك المعظم بذلك وسرّ به.

ثم فارقته متوجها إلى حلب، فلما وصلت إلى حماة خرج إلىّ صاحبها الملك


(١) (ك): «تملك».
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة عن (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>