للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحب الديار المصرية والشرق، ومعظم الشام [واليمن] (١)، فإن كانت الغلبة له انتزع الملك من أيدينا، وإن كانت الغلبة للملك الأفضل لم نأمن أن يتغلب على ابن أخيه الملك العزيز، وينتزع الملك منه، ويستقل به كما فعل الملك العادل بالملك المنصور بن الملك العزيز؛ والملك العادل فقد حلف للملك الظاهر، ولابنه الملك العزيز من بعده، وهو ابن بنته، وابنته بقلعة حلب، ونحن نطالبه بالوفاء بالعهد، وهو يذبّ عن حلب كما يذبّ عن غيرها من ممالكه، وأمور الخزائن بالقلعة راجعة إلى شهاب الدين طغريل، وقد رتّبه الملك الظاهر بالقلعة، وجعل أمرها إليه، والرأى أن تكون الأمور جميعها مفوضة إليه».

فانفق رأيهم كلهم على هذا.

وعملت نسخة يمين حلف عليها جماعة الأمراء والمقدمين بالبلد، مضمونها:

«أن الملك يكون للملك العزيز، وبعده لأخيه الملك الصالح [صلاح الدين] (٢)، وأن القائم بتدبير المملكة الأتابك شهاب الدين طغريل».

ثم أبعد الوزير ابن أبى يعلى، وعزل عن الوزارة.

وكان تمام استقرار هذا الأمر في أواخر شعبان من هذه السنة.

وفى رمضان سافر ابن أبى يعلى عن حلب [إلى دمشق، وأقام بها إلى أن مات] (٢)، واستقل الأتابك شهاب الدين في جميع الأمور، وانتظمت به أحسن انتظام، وقام بترتيب البلاد والقلاع، وتفريق الأموال والإقطاع، ولا يخرج في ذلك كله عن رأى القاضى بهاء الدين، وسيف الدين بن علم الدين، وسيف الدين بن قلج.


(١) ما بين الحاصرتين زيادة عن (ك).
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة عن (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>