للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكل هذا ما بين منتصف شهر رمضان من هذه السنة وعيد الفطر.

وأما الملك العادل فإنه توجه إلى مرج الصفر ونزل به، وذكر أنه رأى في طريقه رجلا يحمل شيئا، وهو تارة يقعد يستريح وتارة يمشى (١)، فعدل إليه الملك العادل وحده، وقال له: «يا شيخ لا تعجل، وارفق بنفسك».

فعرفه الرجل، وقال: «يا سلطان المسلمين، أنت لا تعجل أو أنا، إذا رأيناك قد سرت إلى بلادك وتركتنا مع الأعداء كيف لا نعجل؟»، [فدمعت عين الملك العادل وأخذه معه، وأعطاه ثلاثمائة دينار وحمله إلى دمشق] (٢)

ولما استقل الملك العادل بمرج الصفر سيّر ولده الملك المعظم إلى نابلس، ومعه قطعة من العسكر ليمنع الفرنج عن البيت المقدس.

وسيّر الملك العادل في هذه السنة بعد نزوله إلى الشام رسولا إلى الأتابك شهاب الدين طغريل، وسيّر خلعة للملك العزيز بن الملك الظاهر، وسنجقا، وحلف له يمينا أوجبت السكون والثقة.


(١) الأصل: «تارة يقعد وتارة يستريح» والتصحيح عن (س).
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة عن (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>