للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر سيرته - رحمه الله -]

كان كريما، جليلا، حليما، قليل الطمع في أموال الرعية، كافّا عن أذاهم، مقبلا على لذاته، كأنما ينهبها نهبا، ويبادر الموت، وكانت عنده رقة شديدة.

وكان يكثر ذكر الموت، فحكى بعض من كان يلازمه، قال:

«كنا عنده قبل وفاته بنصف شهر، (٧٢ ب) فقال لى: قد وجدت ضجرا من القعود، فقم بنا نتمشى إلى الباب العمادى، فقمنا نخرج من بابه نحو الباب العمادى، فوصل إلى التربة التي عملها لنفسه عند داره، فوقف عندها مفكرا لا يتكلم، وقال لى: والله ما نحن في شىء، أليس مصيرنا إلى هاهنا وندفن نحن تحت هذه الأرض؟ وأطال الحديث في هذا ونحوه، ثم عاد إلى الدار فقلت له: ألا نمشى إلى الباب العمادى؟ فقال لى: ما بقى عندى نشاط إلى هذا ولا إلى غيره، ودخل داره، وتوفى بعد أيام - رحمه الله -».

ذكر قيام

بدر الدين لؤلؤ بتدبير مملكة الموصل

أتابكا لنور الدين بن الملك القاهر

لما حضرت الملك القاهر الوفاة كان له ولدان، أكبرهما نور الدين أرسلان شاه، وكان عمره يومئذ [نحو] (١) عشر سنين، فأوصى بالملك له، وأن يقوم بتدبير مملكة بدر الدين لؤلؤ.

فلما مات الملك القاهر نصّب بدر الدين لؤلؤ نور الدين في مملكة والده،


(١) ما بين الحاصرتين زيادة عن (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>