للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقام له الخطبة والسكّة باسمه، وأرسل إلى الخليفة الناصر لدين الله يطلب التقليد له، وكاتب ملوك الأطراف يطلب منهم تجديد العهود لنور الدين على القاعدة التي كانت بينهم وبين أبيه.

ولم تنقض الليلة التي مات فيها الملك القاهر حتى فرغ من كل ما يحتاج إليه، وجلس للعزاء، وحلفّ الأمراء والجند، وقام بتدبير المملكة أحسن قيام، وأحسن إلى الأجناد والأمراء، وخلع عليهم الخلع الفاخرة، وأحسن السيرة، وكشف الظلامات.

ووصل بعد أيام التقليد من الخليفة لنور الدين أرسلان شاه بالمملكة، ولبدر الدين بالنظر في أمور الدولة والتشريفات.

وأتت رسل الملوك بالتعزية، وبذل ما طلب منهم من العهود.

ذكر قصد

عز الدين - سلطان الروم - حلب

لما مات الملك الظاهر، وصار الملك بعده لابنه الملك العزيز غياث الدين محمد، وهو طفل، وقع الطمع في بلاده، فحسّن بعض الناس للملك الغالب عز الدين (٧٣ ا) كيكاوس بن كيخسرو - سلطان الروم - قصد بلاد حلب وتملكها، وقالوا: «إن المصلحة أن تستعين في ذلك بالملك الأفضل نور الدين بن الملك الناصر - صاحب سميساط - فإنه في طاعتك ويخطب لك، والناس مائلون إليه، فتكتب إليه تستدعيه».

فكتب إليه يستدعيه (١) من سميساط، فقدم عليه، فأكرمه إكراما


(١) هذا اللفظ ساقط من (ك).

<<  <  ج: ص:  >  >>