للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما بلغ عز الدين ذلك [وهو بمنبج] (١) ولّى منهزما، وقد ملأ الرعب قلبه.

ورحل الملك الأشرف متبعا له، يتخطف أطراف عسكره، حتى وصل إلى تل باشر، فحاصرها وافتتحها، وكان بها جماعة من عسكر عز الدين، فمنّ عليهم (٧٤ ب) الملك الأشرف، وأطلقهم.

ثم سلّم الملك الأشرف تل باشر إلى نواب الملك العزيز، وقال:

«هذه كانت أولا للملك الظاهر، وكان يؤثر ارتجاعها إليه، وأنا أردها إلى ولده».

وكان افتتاحها في جمادى الأولى من هذه السنة.

ثم ملكها الأتابك شهاب الدين في سنة ثمان عشرة وستمائة بجميع قراها.

ثم سار الملك الأشرف إلى رعبان وتل خالد، فافتتحهما، وافتتح برج الرصاص، وأعطى الجميع لابن أخته الملك العزيز.

وأما عز الدين فإنه طوى المراحل هاربا لا يلوى على شىء بل مرّ على وجهه خائفا يترقب، ولما وصل إلى أطراف بلاده أقام بها.

ولما وصل إليه العسكر الذين كانوا بتل باشر جعلهم في دار، وأمر بأن تحرق عليهم، فاحترقوا عن آخرهم، فلم يمهله الله تعالى، وعجّل عقوبته، وأهلكه لسوء فعلته.

وصار (٢) الملك بعده إلى أخيه الذى كان في حبسه، وهو علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو.


(١) ما بين الحاصرتين زيادة عن (ك).
(٢) (ك): «وانقل».

<<  <  ج: ص:  >  >>