للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصالحات، متحلّيا بالمحامد الرائعة، مستبدّا بالمناقب التي هى لجميل أفعاله موافقة مطابقة، محصّلا من رضا الله تعالى ما يؤثره ويرومه، [و] من طاعة الدّار العزيزة - لا زالت مشيّدة البناء، سابغة النّعماء، دائمة الاستبشار، عزيزة الأنصار -[و] من استمرار الظّفر ما يستديمه - اقتضت الآراء الشريفة - لازال التوفيق قرينها، والتأييد مظافرها ومعينها - إمضاء تصرّفه وإنفاذ حكمه في بلاد مصر وأعمالها، والصعيد الأعلى، والإسكندرية، وما يفتحه من بلاد الغرب والساحل، وبلاد اليمن وما افتتحه منها ويستخلصه بعد من ولايتها؛ والتعويل في هذه الولايات عليه، واستنفاذ ما استولى عليه الكفّار من البلاد، وإعزاز كلّ من أذلّوه واضطهدوه من العباد، لتعود الثّغور بيمن نقيبته ضاحكة المباسم، وبإصابة رأيه قائمة المواسم.

أمره بادئا بتقوى الله التي هى الجنّة الواقية. والذّخيرة الباقية. والعصمة الكافية. والزاد إذا أنفض وفد الآخرة وأرملوا، والعتاد النافع إذا وجدوا شاهدا لهم وعليهم ما عملوا: فإنّها العلم المنصوب للرّشد، قال الله تعالى: ({يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ.})

وأمره أن يتّخذ كتاب الله - سبحانه - العلم الذى به يقتدى. وبأنواره إلى حدود الصواب يهتدى، ويستمع لزواجره ومواعظه، ويعتبر بتخويفه وملاحظه، ويصغى إليه بسمعه وقلبه، وجوارحه ولبّه، ويعمل بأوامره المحكمة ويقف عند نواهيه المبرمة، ويتدبّر ما حوته آياته من الوعد والوعيد، والزّجر والتّهديد، وقال الله عز وجل: ({وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ.})

وأمره أن يكون على صلاته محافظا، ولنفسه عن الإخلال والتقصير في أداء

<<  <  ج: ص:  >  >>