للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونفيه عماد الدين بن المشطوب إلى الشام، وأن عماد الدين وصل إلى حماه.

ولما قدم إلى حماه أقام عند الملك المنصور [محمد بن الملك المظفر تقى الدين عمر ابن شاهنشاه بن أيوب] (١) صاحبها، فأكرمه وقام بضيافته. فحدث عماد الدين نفسه بالفساد، وأنه يتغلب على بعض الأطراف لما يعلمه من شجاعته، وانقياد الأكراد الهكاريه إليه لما يعلمونه من شجاعته وكرمه، فانضم إليه جماعة [كبيرة (٢)]. وسافر من حماة وفى صحبته القاضى نجم الدين أبو البركات ابن الشيخ شرف الدين بن أبى عصرون - الذى كان قاضى حماه - حسّن له عماد الدين أنه يصحبه فيحكمه فيما يملكه من البلاد، وأنه لا يخرج عن رأيه. واجتمع معه لما سافر من حماه نحو ثمان مائة فارس والفا راجل.

وكان الملك الأشرف [موسى بن الملك العادل (٣)] مقيما بحلب كما ذكرنا (٤)، فراسله [ليتصل به] (٥)، ويقطعه بعض البلاد. فامتنع عماد الدين [٨١ ب] من الوصول إليه، وقصد جهة بلاد الروم، والملك الأفضل نور الدين [على بن صلاح الدين يوسف (٦)] صاحب سميساط (٧) ليتفق معه ومع سلطان الروم [عز الدين كيكاوس (٨)] على قتال الملك الأشرف وانتزاع البلاد منه. وكانت مكاتبته قد سبقت إلى الملك الأفضل وسلطان الروم. فدخل عماد الدين بلاد حلب


(١) أنظر أبو الفدا، المختصر، ج ٣، ص ١٢٥؛ المقريزى، السلوك، ج ١، ص ١٥٣.
(٢) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٣) أضيف ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(٤) أنظر ما سبق ص ٢٣.
(٥) في الأصل «ليتصل إليه» وفى نسخة س «ليصير إليه».
(٦) أنظر، المقريزى، السلوك، ج ١، ص ٢١٦.
(٧) سميساط مدينة على الشاطىء الغربى لنهر الفرات على أطراف بلاد سلاجقة الروم، أنظر ياقوت، معجم البلدان.
(٨) أنظر زامباور، ج ٢، ص ٢١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>