للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسكن روعه، وعاد إلى حلب، وتجمل (١) وعاد بعسكره إلى خدمة أخيه سيف الدين، فأمره سيف الدين بالعود وترك عسكره عنده، وقال له:

«لا غرض لى في مقامك عندى، وإنما غرضى أن تعلم الملوك والفرنج اتفاقنا، فمن يريد السوء بنا يكفّ عنه»، فلم يرجع نور الدين ولزمه إلى أن قضيا ما كانا عليه، وعاد كل منهما إلى بلده.

وفى سنة اثنين وأربعين وخمسمائة دخل نور الدين بلد الفرنج، ففتح مدينة أرتاح (٢) وعدة حصون.

وفى سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة نازل ملك الألمان (٣) بجموعه، ومن انضم إليه من فرنج الساحل مدينة دمشق - وصاحبها مجير الدين آبق بن محمد، والقيّم بأمر دولته معين الدين أنر مملوك جده طغتكين - فزحفوا إلى البلد سادس ربيع الأول، وقاتلوا أهله قتالا شديدا؛ ثم نزل الفرنج على الميدان الأخضر (٤)، وضاق الأمر على أهل البلد، وأيقنوا أن العدو يملكه، وراسل الأمير معين الدين سيف الدين غازى بن زنكى صاحب الموصل يدعوه إلى نصرة المسلمين، فسار إلى الشام، واستصحب أخاه نور الدين محمود بن زنكى - صاحب حلب - فنزلوا بمدينة حمص، وأرسل سيف الدين إلى معين الدين يقول له: «قد حضرت ومعى


(١) في الروضتين: «فتجهز».
(٢) هكذا ضبطها (ياقوت، معجم البلدان)، وقال إنها حصن منيع من أعمال حلب، وفى (Dussand , T .H .٢٢٣ - ٢٢٨) أنها موقع يبعد ١٥ كيلومترا إلى الشرق من بحيرة أنطاكية
أنظر أيضا: (CL .Cahen,La Syrie du Nord .PP ١٤١ - ١٤٨)
(٣) هو «كونراد الثالث Conrad III» امبراطور المانيا وقد اشترك معه في قيادة الحملة الصليبية المعروفة بالثانية لويس السابع ملك فرنسا.
أنظر (Stevenson,Crusaders in the East) و (حسن حبشى، نور الدين والصليبيون).
(٤) كان هذا الميدان يقع غربى المدينة.
أنظر: (Ibn El Qalanisi,Trad .Fran per Roger Le Tourneau, P. ١٢٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>