للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم سار بعد ذلك إلى دمشق - كما قدمنا (١) ذكره - وأقام عند أخيه الملك المعظم إلى أن خرجت هذه السنة. ولم يجسر مظفر الدين على المطاوله في قتال من بالموصل، وعلم عجزه عن ذلك، فعاد إلى إربل بعد أن أخرب بعض أعمال الموصل، وكان الغلاء شديدا، فأجحفت هذه الواقعة بأهل البلاد.

ذكر حصر جلال الدين بن خوارزم شاه آنى وقرس (٢) من أعمال الكرج

[١٢٨ ب] وفى شهر رمضان من هذه السنة، سار جلال الدين من تفليس بعد أن عاد إليها من بلاد كرمان، وقصد آنى مدينة وبها إيوانى مقدم الكرج فيمن بقى معه من أعيانهم فحصرهم. وسير طائفة من العسكر إلى قرس، وهاتان البلدتان من أحصن البلاد، فنازلهما [جلال الدين (٣)] ونصب عليهما المجانيق، وجدّ في القتال عليهما. وأقام عليهما إلى بعد انقضاء شوال، ثم ترك العسكر عليهما يحصرونهما، وعاد إلى تفليس، ثم سار من تفليس مجدا إلى بلاد أبخاز (٤) وبقايا الكرج فأوقع بمن فيها وقتل وسبى، وغنم عساكره ما فيها ثم عاد إلى تفليس.


(١) انظر ما سبق ص ١٧٩.
(٢) آنى قلعة حصينة ومدينة بأرض ارمينية بين خلاط وكنجة، وقرس كتبها ياقوت وابن عبد الحق قرص مدينة بأرمينيه من نواحى تفليس، انظر ياقوت، (معجم البلدان)؛ ابن عبد الحق (مراصد الأطلاع، ج ١ ص ٦، ج ٣ ص ١٠٧٨).
(٣) ما بين الحاصرتين من نسخة س.
(٤) أبخاز اسم ناحية من جبل القبق المتصل بباب الأبواب تجاور بلاد اللان يسكنها الكرج النصارى، انظر ياقوت، معجم البلدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>