للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أخيه سيف الدين غازى وإلى الخليفة الإمام المقتفى لأمر الله، وللسلطان مسعود ابن محمد بن ملكشاه.

وفى هذه الوقعة قال أبو عبد الله محمد بن صغير بن القيسرانى قصيدة يمدح بها نور الدين محمود - رحمه الله -.

أولها: يا ليت أنّ الصدّ مصدود! ... أولا، فليت النوم مردود

إلى متى تعرض عن مغرم ... في خدّه للدمع أخدود

ومنها: وكيف لا يثنى (١) على عيشنا ال‍ ... ـمحمود، والسلطان محمود

وصارم الإسلام لا ينثنى ... إلا وشلو الكفر مقدود

مناقب لم تك (٢) موجودة ... إلا ونور الدين موجود

وكم له من وقعة يومها ... - عند ملوك الشرك - مشهود

والقوم: إما مرهق صرعة، ... أو موثق بالقدّ مشدود

حتى إذا عادوا إلى مثلها ... قالت لهم هيبته: عودوا

وفى سنة أربع وأربعين وخمسمائة قصد سيف الدين غازى بن زنكى - صاحب الموصل - دارا، وكانت لوالده عماد الدين، فلما قتل أخذها الأمير حسام الدين تمرتاش بن إيل غازى بن أرتق - صاحب ماردين -، ولما دخلت هذه السنة قصدها سيف الدين فملكها، واستولى على كثير من بلد ماردين بسببها، ثم قصد ماردين وحصرها، ثم راسله صاحب ماردين وزوّجه ابنته، فرحل سيف الدين عن ماردين، وعاد إلى الموصل، وجهّزت الخاتون ابنة حسام الدين، وسفّرت إليه، فوصلت إلى الموصل وهو مريض، فتوفى ولم يدخل بها.


(١) في الأصل: «تنثنى» والتصحيح عن (ابن الأثير، ج ١١، ص ٥١)، وفى (الروضتين، ج ١، ص ٥٥): «نثنى»، وانظر أبياتا أخرى من القصيدة في المرجعين السابقين.
(٢) في الأصل: «لم تكن».

<<  <  ج: ص:  >  >>